أريفينو.نت/خاص
في الوقت الذي استبشر فيه الكثيرون خيرًا بالتساقطات المطرية الأخيرة، يضع عدد كبير من الفلاحين في مناطق وسط وشمال البلاد أيديهم على قلوبهم، متخوفين من أن تتحول أمطار شهر مايو إلى كابوس يهدد محاصيلهم الزراعية لهذا الموسم، خاصة الزراعات الخريفية.
ويشكل هطول الأمطار في هذا التوقيت المتقدم من السنة تهديدًا حقيقيًا لعدة محاصيل بلغت مراحل حساسة من نضجها. ويأتي محصول الحمص في مقدمة الزراعات المتضررة، حيث يتزامن تساقط الأمطار مع فترة الإزهار الحرجة، مما قد يؤدي إلى “قتل” المحصول وإنهاء آمال الفلاحين في تحقيق إنتاج وفير، حسب تعبير بعض المهنيين. كما أن محاصيل القمح والشعير، التي أصبحت على أبواب الحصاد في العديد من المناطق، باتت مهددة هي الأخرى.
إقرأ ايضاً
وتتعدد أشكال الضرر التي قد تلحقها الأمطار المتأخرة بالمحاصيل؛ فمن جهة، تساهم الرطوبة الزائدة في ظهور وانتشار الأمراض الفطرية، مما يجبر الفلاحين على استخدام مبيدات إضافية ترفع من تكلفة الإنتاج. ومن جهة أخرى، تهدد الأمطار جودة المحاصيل نفسها، خاصة الحبوب الجاهزة للحصاد، وقد تؤدي إلى إتلاف جزء منها كما حدث في مواسم سابقة شهدت تساقطات مطرية مهمة خلال شهر مايو، وخصوصًا موسم 2023.
ويتخوف الفلاحون من أن تؤدي هذه الأجواء المتقلبة إلى خسائر كبيرة، خصوصًا بعد موسم تميز بتأخر التساقطات في بدايته، مما يجعلهم يعلقون آمالًا كبيرة على ما تبقى من الموسم لتعويض جزء من التكاليف وتحقيق مردودية مقبولة.
