لا يتوقع منتجو الزيتون وزيت الزيتون في المغرب طي صفحة تراجع الانتاج الذي أربك نشاطهم وخفض إيرادات كثيراً في الموسم الأخير. فهم يتوقعون ألا تطرح أشجار الزيتون محصولاً ينعش نشاطهم اعتباراً من الخريف المقبل. ولم يساعد الجفاف الذي يعرفه المغرب للعام الخامس، والذي تجلّى أكثر في العام الحالي عبر انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، على إنعاش أمل المزارعين في نمو ثمار الزيتون بطريقة عادية، وإتاحة إنتاج يوفر لهم إيرادات تتيح لهم محاصرة الخسائر التي يتكبدونها منذ العام الماضي.
كما في الموسم الماضي، لم تأت الأمطار في فصل الشتاء بكميات كبيرة، وارتفعت درجات الحرارة الربيع، التي تؤثر على عملية إزهار المزروعات، تلك يبقي اكتمال نموها مرتبطة بالتساقطات المطرية مرتبطاً بأمطار الربع الأخير من العام.
وكان الجفاف قد خفض إنتاج الزيتون في الموسم الماضي إلى حوالي 1.07 مليون طن، وهو نفس مستوى الموسم الذي سبقه، حسب وزارة الفلاحة والصيد البحري التي أكدت أن الإنتاج سجل انخفاضاً بنسبة 44 في المائة عن إنتاج 2021.
وتحتل أشجار الزيتون حوالي 65 في المائة من مساحة الأشجار المثمرة على مستوى المملكة، حيث يرنو المغرب إلى رفع المحصول إلي 3.5 ملايين طن.
ويراد أن يتأتى ذلك عبر برنامج يهدف إلى استثمار 1.69 مليار دولار في قطاع زيت الزيتون، حيث ستساهم الدولة بحوالي 830 مليون دولار في البرنامج والفيدرالية المهنية المغربية للزيتون بـ 860 مليون دولار.
وما زال إنتاج زيت الزيتون بالمغرب دون توقعات البرنامج الموقع بين الدولة والمنتجين، في ظل سياسة المخطط الأخضر، حيث كان توقع بلوغه 330 ألف طن في العام الحالي، علماً أن متوسط الإنتاج بلغ 148 ألف طن بين 2016 و2020. وأوصى مجلس المنافسة في تقرير له بالعمل على بلوغ هدف 330 ألف طن في 2030 عبر زيادة المساحة المغروسة بالأشجار، ما سيساعد على تعظيم الاستهلاك المحلي.
ويوجه 65 في المائة من الزيتون من أجل استخراج الزيت و25 في المائة يخصص للتصبير، بينما يوجه الباقي للاستهلاك الذاتي للمزارعين.
استهلاك زيت الزيتون
إقرأ ايضاً
ويعد استهلاك زيت الزيتون في المغرب ضعيفاً، إذ لا يتجاوز، حسب تقرير لمجلس المنافسة، ثلاثة لترات للفرد سنوياً، علماً أن استهلاك الفرد في اليونان يصل إلى 18 لتراً وإيطاليا إلى 15 لتراً. ورغم ضعف الاستهلاك المحلي، إلا أن العرض في ظل الجفاف يبعث على القلق، كما يؤكد ذلك رئيس تعاونية زيت الزيتون، التهامي أحلافي، الذي يترقب تراجع إنتاج الزيتون في الموسم الحالي، ما سيؤثر على نشاط المعصرة التي تمكن التعاونية من إنتاج زيت الزيتون.
ويؤكد في تصريح صحفي، أن ضعف إنتاج الزيتون في الموسم الماضي، بسبب الجفاف رفع سعر الزيتون الذي تعتمد عليه التعاونية من حوالي 70 سنتاً للكيلوغرام في المواسم العادية إلى حوالي 1.3 دولار للكيلوغرام في الموسم الحالي.
ويسجل أن المعصرة التابعة للتعاونية التي يرأسها، استفادت من دعم لإنشائها عبر تدابير السياسة الفلاحية، جاء إنتاجها دون انتظاراتها، حيث تبيع اللتر الواحد من زيت الزيتون بثمانية دولارات عوض أربعة دولارات في الأعوام العادية. ذلك سعر يعتبر منخفضاً مقارنة بالأسعار التي عرفتها سوق التجزئة في العديد من المناطق بسبب ضعف الإنتاج، حيث تراوحت بين 9 و11 دولاراً، وهو ضعف السعر في الأعوام الماضي.
ويترقب التهامي أحلافي أن تبقى الأسعار مرتفعة في العام المقبل، بالنظر للمحصول المتوقع من الزيتون في أغلب المناطق التي عانت من ضعف التساقطات المطرية في الموسم الزراعي الأخير. وتؤكد رئيسة تعاونية الفجر المتخصصة في زيت الزيتون، زهور دريكة، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن بعض التعاونيات انخفض نشاطها إلى شهرين عوض ستة أشهر في العالم.
وتذهب دريكة إلى أن أسعار الزيتون قفزت من 70 سنتاً للكيلوغرام في الأعوام العادية إلى 1.8 دولار للكيلوغرام.
وترى أنه بالنظر للمحصول الضعيف المتوقع في العام الحالي بسبب قلة المياه التي يوجه ما توفر منها للشرب في المنطقة، قد لا تعود التعاونية لممارسة نشاطها بعد موسم قطاف الزيتون في نهاية العام الحالي. ولم تنخفض أسعار الزيتون وزيت الزيتون في السوق المحلية، رغم القرار الذي اتخذته الحكومة في الموسم الأخير، حيث أخضعت تصدير الزيتون والزيت المستخرج منه لترخيص خاص.

مثل هذا المقال في هذا الوقت يدل على عدم وضوح نواياه. بل التشكيك الكامل في من وراءه والمقصود منه