عادت ظاهرة “التشرميل” لتثير مجددًا القلق في محيط المؤسسات التعليمية، حيث شهدت الآونة الأخيرة تزايدًا في الاعتداءات باستخدام السلاح الأبيض من قبل بعض التلاميذ والشباب. هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة المواطنين، لاسيما التلاميذ، تشهد انتشارًا ملحوظًا في بعض المدن المغربية، من بينها الدار البيضاء وفاس، حيث يستخدم المعتدون السيوف أو شفرات الحلاقة لتهديد وترويع الآخرين.
في هذا السياق، وجهت النائبة النزهة اباكريم عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، تساءلت فيه عن تقييم المصالح الأمنية لأحداث الاعتداءات التي تم تداولها في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، والتي وقعت خلال شهري يناير وفبراير 2025.
النائبة أضافت أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا غير مسبوق لسلامة المواطنين، خاصة التلاميذ، مما يستدعي اهتمامًا عاجلًا من قبل السلطات.
من جهة أخرى، طالبت النائبة بتوضيح الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية لمتابعة مرتكبي هذه الاعتداءات، بهدف محاسبتهم وحماية مصالح الضحايا. كما دعت إلى الكشف عن التدابير الوقائية التي تعتزم الوزارة اتخاذها للحد من هذه الظاهرة المؤلمة، وضمان شعور المواطنين والتلاميذ بالأمان، سواء في محيط مدارسهم أو في الأماكن العامة.
وفي تعليق على هذه الظاهرة، أوضح الخبير في الشؤون التربوية عبد الرحمن الهاروشي، أن “البيئة المدرسية قد تكون أحد العوامل التي تساهم في تزايد مثل هذه الظواهر، حيث يعاني العديد من التلاميذ من مشكلات اجتماعية واقتصادية تؤثر على سلوكهم داخل المدارس”.
إقرأ ايضاً
وأضاف الهاروشي أن “عدم توفير برامج توعوية وتثقيفية كافية حول العنف المدرسي قد يسهم في تفشي هذه الظاهرة بين التلاميذ”.
كما أشار إلى أن “تزايد حالات العنف بين الشباب يعكس غياب استراتيجيات فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظواهر، بما في ذلك نقص الحوار الأسري والمجتمعي حول هذه القضايا”.
وتابع المتحدث ذاته أن “التشرميل” يعكس تدهورًا في النظام التربوي الذي لا يزال يعاني من نقص في الموارد والتوعية اللازمة.
ووفقًا لمصادر الأمنية، تم تكثيف الدوريات في بعض المناطق التي شهدت زيادة في هذه الظاهرة، مع التركيز على تعزيز الوعي الأمني داخل المؤسسات التعليمية. ومع ذلك، يبقى القلق قائمًا في ظل استمرار هذه الظاهرة التي تتطلب معالجة جذرية تواكب التحديات الاجتماعية والتربوية.
