يعيش الاتحاد الإسباني لكرة القدم واحدة من أصعب فتراته، محاطًا بعواصف الأزمات التي توالت في السنوات الأخيرة، والتي أثرت بشكل كبير على سمعته ومستقبله. كانت البداية مع تداعيات قضية “قبلة” لويس روبياليس، رئيس الاتحاد السابق، ثم جاءت التطورات الصادمة يوم الخميس الماضي عندما طالبت النيابة الإسبانية لمكافحة الفساد بسجن أنخيل ماريا فيار، رئيس الاتحاد الأسبق، بعد اتهامه بالفساد ضمن قضية معروفة إعلاميًا باسم “سولي”. وفي آخر المستجدات، قدمت ماريا تاتو، رئيسة لجنة تنظيم كأس العالم 2030، استقالتها إثر اتهامات بالتلاعب بمعايير اختيار الملاعب المستضيفة لهذا الحدث العالمي المشترك بين المغرب والبرتغال وإسبانيا.
لم يكن الوضع أقل حرجًا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي سبق وألمح إلى إمكانية سحب ملف تنظيم كأس العالم من إسبانيا بسبب تأخرها في انتخاب رئيس جديد للاتحاد الإسباني. وبينما خيمت المخاوف، أُسدل الستار على الأزمة مؤقتًا بانتخاب رافاييل لوزان ليقود الاتحاد خلال الفترة المقبلة.
في خضم هذه الأحداث المتلاحقة، يبدو أن المغرب في طريقه لتعزيز مكانته كمنافس قوي لاستضافة مونديال 2030. الانتقادات الموجهة للجنة المنظمة الإسبانية بسبب تغيير معايير اختيار الملاعب أضرت بسمعة الملف الإسباني، خاصة مع الجدل المستمر حول اختيار ملعب “أنويتا” في سان سيباستيان بدلاً من استاد “بالايدوس” في فيغو. وهو ما دفع ماريا تاتو للاستقالة وسط اتهامات بعدم الشفافية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “إل موندو” الإسبانية يوم الجمعة. التقرير أوضح أن تغييرات مفاجئة طرأت على تصنيفات الملاعب المصنفة لاستضافة المباريات، مما أثار تساؤلات كثيرة حول معايير النزاهة.
حاليًا، يجد الاتحاد الإسباني نفسه أمام تحدٍ كبير يتمثل في تعيين بديل لماريا تاتو في أسرع وقت ممكن لضمان إدارة ملف كأس العالم بشكل يرضي الاتحاد الدولي لكرة القدم ويراعي المعايير المطلوبة لتجنب عقوبات محتملة.
إقرأ ايضاً
من جهة أخرى، أعلنت الفيفا جدولًا تمهيديًا لمباريات مونديال 2030. ستبدأ فعاليات الافتتاح يومي 8 و9 يونيو في ثلاث دول بأميركا اللاتينية قبل أن تنتقل المنافسات إلى المغرب، إسبانيا، والبرتغال بدءاً من 13 يونيو، على أن تختتم البطولة بالمباراة النهائية يوم 21 يوليو.
تمثل هذه الأزمات اختبارًا حقيقيًا لقدرة الاتحاد الإسباني لكرة القدم على الاستفادة من التجارب والتعامل بمزيد من الاحترافية في مرحلة التحضير لهذا الحدث الرياضي الكبير، بينما يبقى المغرب مستفيدًا من التوتر داخل الجبهة الإسبانية لصالح تعزيز فرصه في المشهد العالمي.

الفيفا ستعطي التنظيم الارجنتين ومن معها ولن تغامر باعطائه للمغرب مستحيل