شهدت مدينة الناظور في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة رمي بقايا الطعام بشكل يومي، وهي حالة تثير قلقاً متزايداً بين السكان لما تحمله من دلالات دينية، اجتماعية، اقتصادية وبيئية مقلقة.
يعمل موظفو النظافة كل صباح على جمع كميات كبيرة من فائض الطعام سواء من المنازل أو المطاعم والمحلات التجارية. هؤلاء العمال، الذين يؤدون وظائفهم في ظروف صعبة، يواجهون يومياً مشاهد لأطنان من الأكل الذي كان من الممكن أن يسد حاجة المحتاجين أو يُعاد تدويره بشكل مفيد، مما يجعلهم شهوداً على نوع من التبذير غير اللائق بمجتمع يعاني جزء كبير منه من ضغوط الغلاء والحاجة.
وبحسب ما يرويه بعض العمال، فإن بعض الحاويات تكتظ ببقايا خبز وأرز وخضروات مطهوة ولحوم، مما يطرح أسئلة حول سلوك الاستهلاك لدى فئات معينة ومدى الوعي بأهمية ترشيد استخدام الطعام.
هذا الوضع لا يعكس فقط نقصاً في الثقافة الرشيدة للاستهلاك، بل يكشف أيضاً عن نقص في التوعية المجتمعية بخطورة هدر الموارد الغذائية، في زمن تعاني فيه مجموعة من المواطنين من الفقر والحاجة.
إقرأ ايضاً
ومع ارتفاع الأزمة الاقتصادية وأسعار المواد الغذائية، تزداد الحاجة إلى إطلاق حملات توعية تهدف إلى تقليل هدر الطعام وتشجع على مشاركة الفائض مع الجمعيات الخيرية أو إيجاد حلول مبتكرة لإعادة تدوير الطعام بشكل نافع.
ظاهرة رمي الطعام في الناظور لم تعد مجرد تصرف فردي، بل أصبحت مشكلة تتطلب تضافر جهود المجتمع المدني والإعلام للتصدي لها، وبناء وعي جماعي يعيد للطعام قيمته المعنوية والمادية بشكل متوازن.
