قدمت المندوبية السامية للتخطيط إجابات حول عدد من الأسئلة التي ترافق عملية إحصاء السكان والسكان 2024، ومن بينها تلك المتعلقة بإحصاء الرحل والمتشردين والأجانب، إضافة إلى طبيعة الأسئلة التي ستتضمنها الاستمارات الموجهة للأسر المغربية.
وبخصوص كيفية إحصاء الأسر الرحل، أفادت المندوبية، في وثائق أن الأعمال الخرائطية مكنت من تحديد الجماعات الترابية المعنية بالسكان الرحل والمواقع المحتملة لتواجدهم خلال فترة الإحصاء بتنسيق مع ممثلي السلطات المحلية المعنية، مفيدة أنه تم وضع هذه المعطيات الخرائطية رهن إشارة الفرق الميدانية قصد اعتمادها لضمان إحصاء هذه الفئة من السكان في مكان تواجدها.
وعرّفت المندوبية الرحل بأنهم “الأسر الذين يعيشون حياة الترحال دون أي نشاط غير تربية الماشية وليس لهم مسكن قار حيث يتنقلون باستمرار طيلة فترات السنة بحثا عن الماء والكلأ لماشيتهم. كما يدخل ضمن فئة الرحل الأسر الذين يعيشون حياة الترحال لكنهم قد يزاولون الزراعة خلال فترة معينة من السنة دون أن يكون لهم مسكن قار (أنصاف الرحل)”.
وحول ما إذا كانت المندوبية ستحصي الأشخاص بدون مأوى، أبرزا مندوبية الحليمي أنه “سيتم إحصاء الأشخاص بدون مأوى الذين يعيشون أو يتواجدون في الفضاء العمومي للمدن والقرى نظرا لظروف اجتماعية أو اقتصادية أو صحية خاصة”.
وأردفت بأنه سيتم أيضا إحصاء الأجانب المقيمين بالمغرب ولو كانوا موجودين بالخارج خلال فترة الإحصاء لمدة لا تتعدى ستة أشهر، بما في ذلك الموظفين الأجانب بالسفارات والقنصليات والمقيمين خارج هذه المؤسسات، مشيرة إلى أنه “لن يتم إحصاء الأجانب من هيئة السلك الدبلوماسي والمقيمين بالسفارات والقنصليات”.
وعن كيفية إحصاء المهاجرين واللاجئين، لفتت المندوبية إلى أنه ذلك سيتم في مكان تواجدهم ضمن الأسر العادية أو الأشخاص بدون مأوى أو بمؤسسات مثل ورشات الأشغال العمومية والمستشفيات والسجون والأحياء الجامعية والداخليات.
وفي هذا الصدد، لفتت إلى أنه “تم تكوين بعض المهاجرين واللاجئين للمشاركة في حملة التواصل والتوعية لفائدة المهاجرين وتسهيل عمل الباحثين من خلال لعب دور حلقة وصل أثناء فترة تجميع معطيات إحصاء 2024”.
وفيما يتعلق بالمعلومات التي يوفرها الإحصاء حول اللغات، تابعت المندوبية إن الإحصاء من توفير معطيات حول اللغات المحلية المتداولة (الدارجة المغربية، تشلحيت تمزيغت تريفيت، الحسانية، وأخرى تحدد) من طرف السكان في جميع أنحاء البلاد بالإضافة إلى اللغة الأم لكل فرد أي أول لغة تعلمها في المنزل للتواصل مع أمه في طفولته المبكرة (العربية، الأمازيغية، الفرنسية،
الانجليزية، الاسبانية، لغات أجنبية أخرى).
وينبني هذا التصور المعتمد من طرف المندوبية السامية للتخطيط لرصد اللغات المحلية المستعملة على “مبادئ وتوصيات الأمم المتحدة لإنجاز الإحصاءات وكذلك تصور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”.
وأضافت أنه “فيما يخص سؤال استمارة الإحصاء حول حرف تيفيناغ فإنه يدخل في إطار الأسئلة حول معرفة قراءة وكتابة اللغات إلى جانب العربية والفرنسية والانجليزية”.
المواضيع والأسئلة
وفي شأن المواضيع والأسئلة المطروحة في الاستمارة، أفادت المندوبية أن إحصاء 2024 يعتمد “على منهجية جديدة ستمكن من توفير المعطيات اللازمة لتتبع النموذج التنموي الجديد وأهداف التنمية المستدامة عبر تغطية أكبر قدر ممكن من المعطيات المفيدة وضمان توفرها على مستوى الوحدات الترابية الأساسية”.
وسيتم تحصيل المعطيات لدى الأسر باستخدام استمارتين، أولها استمارة قصيرة، موجهة لجميع السكان، وأخرى استمارة مطولة ل20 في المئة من الأسر.
وتتضمن الاستمارة القصيرة أسئلة حول
البنيات الديموغرافية، أي القرابة مع رب الأسرة والجنس والجنسية والسن والتسجيل بدفتر الحالة المدنية والحالة الزواجية والسن عند الزواج الأول ومكان الازدياد.
كما ترصد الظواهر النادرة مثل الهجرة الدولية، وأحداث الوفاة، وحضيرة السكن أي حالة الإسكان ونوع المسكن والمسافة الفاصلة بين المسكن والمرافق الأساسية في الوسط القروي (طريق معبدة وطريق سالك للسيارات ومدرسة ابتدائية ومؤسسة ثانوية إعدادية ومؤسسة ثانوية تأهيلية ومركز صحي أو مستشفى).
ومن جهة أخرى توجه المندوبية استمارة مطولة إلى عينة مكونة من 20% من الأسر وتهم مواضيعها الخصوبة، والصعوبات المواجهة عند ممارسة الأنشطة الاعتيادية، والاستفادة من العلاجات الصحية والتوفر على التغطية الصحية ونظام التغطية، والهجرة الداخلية، أي مكان الإقامة قبل الإقامة الحالية.
الاستمارة المطولة ستتناول أيضا الأمية والقدرة على القيام بعمليات حسابية ذهنية ومعرفة القراءة والكتابة واللغات المقروءة والمكتوبة، واللغة الأم، واللغات المحلية المستعملة، إضافة إلى التعليم، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونوع النشاط الاقتصادي والمهنة والحالة في المهنة والنشاط الرئيسي للمؤسسة المشغلة ووسيلة التنقل لمكان العمل.
وتدقق الاستمارة المطولة في ظروف سكن الأسرة والبيئة، عبر أسئلة تهم حالة الإسكان ونوع المسكن والمواد الأساسية لبناء الجدران والسقف وتغطية الأرضية وعمر المسكن وعدد الغرف المشغولة وصفة الحيازة وكيفية استعمال تجهيزات المسكن ومصدر الإنارة والماء.
وفي السياق ذاته تهم الأسئلة أيضا المسافة الفاصلة بين المسكن ونقطة التزود بالماء والمدة الزمنية للوصول إلى نقطة التزود بالماء بالنسبة للمسكن غير المتصل بشبكة لتوزيع الماء وتوفر الماء الشروب على مدار السنة وطريقة تصريف المياه المستعملة وطريقة التخلص من النفايات المنزلية والمادة الأساسية المستعملة للطبخ واستعمال الطاقات المتجددة في الاستخدامات المنزلية.