أريفينو.نت/خاص
كشفت تقارير إعلامية سويسرية مثيرة للقلق عن ممارسة عدد من الأطباء، الذين تم سحب تراخيص مزاولة المهنة منهم في مناطق بسويسرا، لعملهم بشكل قانوني في مناطق أخرى أو حتى في دول أجنبية، من بينها المغرب. وأثيرت هذه القضية بعد تتبع حالات نحو 18 طبيباً تم منعهم من الممارسة في الكانتونات الناطقة بالفرنسية في سويسرا خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وتشير التفاصيل الواردة إلى وجود ثغرات في النظام الصحي السويسري تسمح بمثل هذه الممارسات؛ فعلى الرغم من منع طبيب في كانتون معين، قد يتمكن من الحصول على ترخيص لمزاولة المهنة في كانتون آخر. فعلى سبيل المثال، ذكرت التقارير أن طبيباً نفسياً فقد ترخيصه في كانتون جورا منذ نوفمبر 2023، لكنه يواصل عمله في جنيف. وفي حالة أخرى، يستمر طبيب عام، مُنع من الممارسة في كانتون فود، في العمل بكانتون فريبورغ، علماً بأن هذا الطبيب، وهو مواطن فرنسي، كان قد صدر بحقه حكم بالسجن في بلاده بتهمة التهرب الضريبي الجسيم.
ووفقاً للمصادر ذاتها، شهد كانتون فود وحده فتح 39 تحقيقاً في عام 2024 بناءً على شكاوى، أسفرت عن توجيه عشرة إنذارات وأربعة قرارات بمنع المزاولة (اثنان منها جزئيان). وبحلول نهاية مارس 2025، كان أكثر من 80 تحقيقاً لا يزال جارياً. كما تم رصد ما لا يقل عن 21 قرار منع ممارسة المهنة صادراً عن الكانتونات الناطقة بالفرنسية بين عامي 2020 و2024، شملت 17 شخصاً، من بينهم طبيب أسنان فقد ترخيصه في كانتونين، وجراح مُنع من العمل في ثلاثة كانتونات. وفي جنيف، تم سحب تراخيص نحو عشرة من مهنيي الصحة بين عامي 2023 و2025.
ونقلت التقارير عن مسؤول في مكتب الصحة بإحدى الكانتونات أن دوافع سحب التراخيص والمنع من الممارسة تعتبر بيانات سرية لا تتاح إلا للسلطات المختصة. وفي تعليق على هذا الوضع، أكد برلماني سويسري يشغل أيضاً منصب نائب رئيس المنظمة السويسرية للمرضى، أن هذا الأمر يكشف عن “خلل في نظام مراقبة الأطباء”.
ويُعزى استمرار هذه الظاهرة إلى ما وصفه التقرير بـ”مشكلة تواصل حقيقية” بين السلطات المختصة في الكانتونات المختلفة، مما يمكن بعض مهنيي الصحة الممنوعين من الممارسة من استغلال هذه الثغرة لمواصلة عملهم إما في كانتون سويسري آخر أو في الخارج. وفي حالة لافتة تتعلق بالمغرب، أشار التقرير إلى أن جراح تجميل تم سحب ترخيصه من كانتون فود السويسري في عام 2022، يُعتقد أنه يمارس مهنته حالياً في المغرب، بناءً على المعلومات المتوفرة في ملفه الشخصي على إحدى منصات التواصل الاجتماعي.
إقرأ ايضاً
