ألمانيا تكشف سر الموقف الموريتاني الغريب اتجاه المغرب و الجزائر؟

9 أبريل 2025آخر تحديث :
ألمانيا تكشف سر الموقف الموريتاني الغريب اتجاه المغرب و الجزائر؟


أصدر المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWP) تقريرًا حديثًا تناول فيه التنافس المتصاعد بين المغرب والجزائر لاستمالة مواقف موريتانيا إزاء القضايا الإقليمية المعقدة التي تشهدها المنطقة. هذا التنافس يأتي في ظل تصعيد عسكري سابق بين المغرب وجبهة البوليساريو، وقرار الجزائر قطع العلاقات مع الرباط عقب تطبيع الأخيرة علاقاتها مع إسرائيل. ويشهد المشهد الإقليمي أيضًا نجاح المغرب في إقناع عدة دول إفريقية وقوى عالمية، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، بتغيير مواقفها تجاه قضية الصحراء.

التقرير الذي أعده الباحثان وولفرايم لايشر وإيزابيل يرينفيلس بعنوان “التوازن الموريتاني وسط التنافس المغربي الجزائري”، أوضح أن المنافسة الاقتصادية والدبلوماسية باتت صفة بارزة لعلاقات المغرب والجزائر مع دول منطقة الساحل وغرب إفريقيا. وشدد التقرير أن موريتانيا أصبحت نقطة مركزية في هذا التنافس الجيوسياسي بين البلدين.

كما تطرق التقرير إلى موقف موريتانيا المتمثل في اعترافها بما يُعرف بـ”الجمهورية الصحراوية” عام 1984، إلى جانب سياسة الحياد الإيجابي التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة في نواكشوط. وأشار إلى أن النزاع حول الصحراء لطالما أعاق تطور الروابط الإقليمية، ليصبح اليوم محورًا مهمًا للتنافس بين الجارتين.

وفي سياق متصل، سلط التقرير الضوء على التحركات الجزائرية في المنطقة عقب إعلان الملك محمد السادس عن “المبادرة الأطلسية” في نوفمبر 2023. هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز علاقات المغرب مع دول غرب إفريقيا عبر إنشاء بنية تحتية تستهدف تمكين الدول غير الساحلية من الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر ميناء الداخلة بالصحراء، وهو ما يعزز مطالب المغرب بالسيادة على المنطقة.

كما طرح التقرير مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، الذي يواجه منافسة مباشرة من مشروع جزائري مماثل. وأشار إلى التحديات التي قد تواجه المشروع المغربي، خاصة فيما يتعلق بمشاركة موريتانيا. ولفت إلى أن نواكشوط تفضل تطوير موانئها الخاصة بدلًا من قبول المبادرة الأطلسية، بالنظر إلى أن تحويل الداخلة إلى مركز إقليمي اقتصادي يتعارض تمامًا مع مصالحها.

إقرأ ايضاً

وفيما يخص موقف الحكومة الموريتانية من قضية الوحدة الترابية للمغرب، أكد التقرير أن الطبقة السياسية في نواكشوط ملتزمة بمبدأ الحياد الإيجابي تجاه شمال إفريقيا. ورغم صعوبة الحفاظ على هذا التوازن عمليًا بسبب المخاطر المحتملة، فإن موريتانيا ترفض دعم أي مشروع يرتبط مباشرة بمطالب المغرب بالسيادة على الصحراء كما امتنعت عن الانخراط في جهود الجزائر لعزل الرباط مغاربيًا.

رغم ذلك، يرى الباحثان المختصان في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن العلاقات الموريتانية المغربية أكثر تنوعًا وديناميكية مقارنة بعلاقاتها مع الجزائر. القطاع الخاص المغربي يشهد نشاطًا أكبر في موريتانيا، بالإضافة إلى وجود روابط دينية عبر الطرق الصوفية وتدريب مؤسسات دينية مغربية مئات العلماء والدعاة من دول المنطقة، بما فيها موريتانيا.

ختامًا، أشار التقرير إلى أن المغرب والجزائر يسعيان إلى رسم تصورات تُوحي بأن موريتانيا تميل لطرف دون الآخر. ومع ذلك، فإن جهود المغرب في تعزيز التعاون تُظهر تقدمًا ملحوظًا مقارنة بنهج الجزائر، رغم لجوء الجانب الموريتاني غالبًا إلى الصمت الدبلوماسي للحفاظ على توازنه وسط الضغوط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • محمد
    محمد منذ ثانية واحدة

    الأهم ان الريف اي شرق وشمال ما يسمى المغرب حاليا هو تحت الاستعمار العلوي الغاشم واللغة الريفية يتم اخفاءها يا ريت لو كنا مستقلين او تحت الحكم الذاتي من اسبانيا

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق