المملكة المغربية ما زالت تكافح آثار الجفاف، ولكن يبدو أن الوضع بدأ يتحسن تدريجياً مقارنةً بالسنوات الماضية. هذا ما أكده نزار بركة، وزير التجهيز والماء، مشيراً بشغف إلى تنفيذ الحكومة لمشاريع استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي في البلاد.
في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أوضح بركة أن الوزارة عازمة على مواصلة تطبيق برنامج طموح يشتمل على بناء 16 سداً جديداً. جزء من الاستراتيجية يشمل مشروع الربط بين الأحواض المائية، والذي يُتوقع أن ينقل 400 مليون متر مكعب من المياه في المدى القريب، مع توقع تجاوز هذا الرقم ليصل إلى مليار متر مكعب سنوياً في المستقبل، مما سيحافظ بشكل كبير على الموارد المائية في نهر أم الربيع.
من جهة أخرى، أكد الوزير على أن تحلية مياه البحر تُعتبر أحد الخيارات الأساسية للتخفيف من أزمة الإجهاد المائي. فمن إنتاج 140 مليون متر مكعب سابقاً، أصبح المغرب اليوم ينتج 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، ويطمح للوصول إلى 1.7 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
إقرأ ايضاً
بفضل هذه المبادرات، من المنتظر أن تقل عمليات الاعتماد على مياه نهر أم الربيع، إذ يتم حالياً نقل حوالي 500 مليون متر مكعب سنوياً إلى الدار البيضاء. ومن المؤمل تقليص هذه الكمية إلى 100 مليون متر مكعب فقط بفضل مشاريع التحلية المبتكرة.
كما كشف بركة عن تخصيص جزء كبير من المياه المحلاة، تقارب 500 مليون متر مكعب، لري أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية بحلول عام 2030. هذه الإجراءات تشكل خطوات جريئة واستراتيجية لتأمين مصادر المياه الضرورية للمملكة في مواجهة التحديات البيئية الراهنة.
