أمهات و مسنات الناظور يتعرضن لتهديد من نوع غريب؟

27 أبريل 2025آخر تحديث :
أمهات و مسنات الناظور يتعرضن لتهديد من نوع غريب؟

اريفينو خاص حسن المرابط

تشهد بعض الساحات والفضاءات العامة في مدينة الناظور، وعلى وجه الخصوص ساحة الشبيبة والرياضة والساحات الممتدة على طول شارع 3 مارس، ظاهرة اجتماعية مقلقة ومستهجنة، تتمثل في تعرض سيدات متقدمات في السن لمضايقات وتحرشات من قبل رجال مسنين يرتادون هذه الأماكن. هذه السلوكيات المشينة لا تخدش فقط الحياء العام، بل تنتهك أيضاً حق فئة هامة من المجتمع في الشعور بالأمان والاستمتاع بالفضاء العام.
تفيد ملاحظات وشهادات متفرقة بأن مجموعات من الرجال المسنين تتخذ من مقاعد هذه الساحات مقراً دائماً لها، ولا يقتصر وجودهم على الاستراحة أو تبادل أطراف الحديث، بل يتعداه أحياناً إلى توجيه نظرات فاحصة وتعليقات غير لائقة، ومضايقة السيدات المسنات اللواتي يقصدن هذه الأماكن للتنزه أو لقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق. تتخذ المضايقات أشكالاً مختلفة تتراوح بين التحديق المستمر، والتعليقات الخادشة للحياء، وصولاً إلى محاولات التقرب غير المرغوب فيها.
الأثر السلبي لهذه الظاهرة يتجاوز الإزعاج اللحظي؛ فهو يخلق بيئة غير آمنة وغير مريحة للسيدات المسنات، ويجبر الكثيرات منهن، بمن فيهن أمهات وجدات كنّ يعتبرن هذه الساحات متنفساً لهن، على تجنبها والبقاء في منازلهن. هذا الوضع يمثل حرماناً فعلياً لهن من حقهن الأساسي في التنقل بحرية، والاستفادة من المرافق العامة، والمشاركة في الحياة الاجتماعية للمدينة، مما قد يؤدي إلى شعورهن بالعزلة والتهميش.
أمام هذا الواقع، تطرح تساؤلات جدية حول دور الجهات الأمنية في تأمين هذه الفضاءات وحماية روادها، خاصة الفئات الأكثر هشاشة. يتطلع المواطنون إلى وجود أمني أكثر فعالية وحضوراً في هذه الساحات، ليس فقط لردع هذه السلوكيات المرفوضة، بل أيضاً للتدخل السريع والحازم عند وقوع أي تجاوزات، وتطبيق القانون بما يضمن احترام الآداب العامة وحماية كرامة الجميع.
إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب مقاربة شاملة لا تقتصر على التدخل الأمني، بل تشمل أيضاً التوعية المجتمعية بأهمية احترام كبار السن، رجالاً ونساءً، وضمان حق الجميع في الاستفادة من الفضاءات العامة دون خوف أو مضايقة. تبقى الساحات العمومية ملكاً لجميع المواطنين، والحفاظ على أمنها وراحتها مسؤولية مشتركة تتطلب يقظة السلطات ووعي المجتمع لضمان بقائها فضاءات للراحة والالتقاء والاحترام المتبادل.

إقرأ ايضاً

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق