أبرز تقرير حديث لمجلة “جون أفريك” الفرنسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية، التجربة المغربية في قطاع الكهرباء، واصفاً المملكة بأنها نموذج ناجح ورائد على مستوى القارة في مجال تعميم الوصول إلى هذه الخدمة الحيوية.
وذكرت المجلة أن المغرب تمكن خلال العقدين الماضيين من ضمان وصول شبه شامل للكهرباء لكافة سكانه، وذلك في الوقت الذي لا يزال فيه قرابة 600 مليون شخص في إفريقيا يفتقرون إلى الكهرباء. وأشار التقرير إلى التطور الكبير الذي شهده المغرب، حيث ارتفعت نسبة الربط بالشبكة الكهربائية من 56% عام 1995 لتصل إلى 100% بحلول عام 2015، نتيجة لإصلاحات هيكلية وبرامج استثمارية طموحة في البنية التحتية الكهربائية شملت المدن والمناطق القروية على حد سواء.
وسلطت “جون أفريك” الضوء بشكل خاص على التقدم المحرز في كهربة العالم القروي بالمغرب، حيث قفزت النسبة من 18% فقط في عام 1990 إلى ما يقارب 100% في الوقت الحالي، وهو ما يتناقض بشدة مع الوضع في دول إفريقية أخرى مثل تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر التي لا تزال تسجل معدلات منخفضة جداً.
وحذّر التقرير من التحديات المتزايدة التي تواجه القارة، لافتاً إلى أن الطلب على الطاقة يتوقع أن يرتفع بنسبة 75% بحلول عام 2030 بسبب النمو السكاني والتوسع الحضري. وفي هذا السياق، نوهت المجلة بريادة المغرب في مجال الطاقة، ليس فقط من خلال تعميم الكهرباء، بل أيضاً عبر استثماراته الكبيرة في الطاقات المتجددة ومشاريع الربط الكهربائي الإقليمي.
وخلصت “جون أفريك” إلى التأكيد على أن التجربة المغربية تقدم مساراً واعداً لبقية دول القارة لتحقيق أمنها الطاقي وأهداف التنمية المستدامة، مشددة على أهمية دعم المشاريع الطاقية في إفريقيا وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
إقرأ ايضاً
