كشفت مصادر مطلعة أن الاستعدادات لكأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب تسير بوتيرة بطيئة، ما يثير مخاوف بشأن قدرة الحكومة على تهيئة البنية التحتية اللازمة لاستقبال الجماهير. ورغم التصريحات الرسمية المتفائلة، إلا أن العديد من الفاعلين في القطاع خاصة النقل والفندقة، يؤكدون أن التأخر في تأهيل البنية التحتية وإنجاز مشاريع حيوية قد يضع البلاد أمام اختبار صعب خلال البطولة.
وستكون افريقيا بعد 12 شهرا، وتحديدا يوم 21 دجنبر 2025، على موعد مع الكان. ومع بدء العد التنازلي، تتزايد المخاوف بشأن قدرة المغرب على تقديم تنظيم استثنائي يرقى إلى حجم الحدث، خاصة أن الوعود المسبقة تتضمن تحطيم جميع الأرقام القياسية التي سجلتها النسخة السابقة في كوت ديفوار.
البنية التحتية.. اختلالات تعيق الاستعدادات
وفقا لتقارير خبراء اقتصاديين، فإن المغرب يواجه تحديا كبيرا يتمثل في تحسين وتطوير المرافق السياحية استعدادا لهذا الحدث القاري. ورغم تخصيص ميزانيات ضخمة لتأهيل الفنادق وتعزيز شبكة النقل، إلا أن بعض المدن المستضيفة، مثل الدار البيضاء وفاس، لا تزال تعاني من نقص في القدرة الاستيعابية، خاصة في ظل توقعات بارتفاع عدد الزوار إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد فاعلون في المجال السياحي أن العديد من الفنادق لا تزال بحاجة إلى تأهيل شامل لضمان جودة الخدمات المقدمة، فيما تعاني بعض المرافق من نقص في التجهيزات الأساسية، محذرين من أن هذه العوامل قد تؤثر سلبا على تجربة الجماهير الإفريقية وتضع سمعة المغرب السياحية على المحك.
رهانات اقتصادية وسياسات غير واضحة
وترى ذات المصادر أن الحكومة لم تعتمد بعد استراتيجية فعالة لضمان استدامة التأثير الاقتصادي للبطولة بعد انتهائها. فبينما يُنظر إلى الحدث كفرصة لتنشيط القطاع السياحي، فإن غياب رؤية واضحة لتسويق المغرب كوجهة جذابة للجماهير الإفريقية يثير تساؤلات حول قدرة المملكة على الاستفادة القصوى من هذه الفرصة.
إقرأ ايضاً
وأشار محللون إلى أن التركيز الحكومي ينصبّ بشكل أكبر على استقطاب السياح الأوروبيين، بينما لم تبذل جهودا كافية لاستهداف الأسواق الإفريقية، التي تشكل الجمهور الأساسي للبطولة. ويعتبر هؤلاء أن ضعف الترويج والتسويق قد يحدّ من العائدات الاقتصادية المتوقعة، خاصة في ظل المنافسة القوية التي تفرضها وجهات سياحية أخرى.
مشاريع النقل والمرافق.. تأخر غير مبرر
من جهة أخرى، أكدت المصادر أن مشاريع توسعة شبكات النقل وتحسين المرافق العامة في المدن المستضيفة تسير بوتيرة بطيئة، مما يهدد بانعكاسات سلبية على حركة الجماهير خلال البطولة.
وبحسب مهندسين مختصين، فإن بعض المشاريع التي كان من المفترض أن تكون جاهزة قبل الحدث لا تزال في مراحلها الأولى، مما يزيد من المخاوف حول قدرتها على استيعاب التدفق الجماهيري المتوقع.
وفي هذا السياق، أكد فاعلون اقتصاديون أن المغرب يحتاج إلى استراتيجية متكاملة تجمع بين تحسين الخدمات السياحية، وتعزيز شبكات النقل، وتكثيف حملات الترويج، حتى لا يتحول كأس الأمم الإفريقية 2025 إلى فرصة ضائعة للاقتصاد الوطني.
