بإفراجها عن النتائج النهائية لمباريات ولوج كليات الطب والصيدلة تكون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر أنهت الصمت الذي خيّم على ملف طلبة الطب والصيدلة منذ المقاطعة “الواسعة” لامتحانات الدورة الاستدراكية أواخر يوليوز الماضي، إذ طفت إلى السطح تساؤلات الطلبة والأساتذة حول كيفية تدبير “التكوين والتدريب” خلال الموسم الجامعي المقبل.
وفيما يرى متحدثون أن “تدبير التداريب سيخلق ارتباكا على مستوى مواقع التدريب، سواء نحا الملف باتجاه الحل أو باتجاه سيناريو السنة البيضاء”، يؤكدون أن “تبديد مخاوف أساتذة الكليات من تزايد الاكتظاظ داخل المدرجات يظل أمرا ممكنا إذا تم حل الأزمة المرتبط بإرادة سياسية”.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر أعلنت أنها وفرت استعدادا للموسم الجامعي المقبل 4882 مقعدا بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وعددها 13 مؤسسة، مقارنة بـ 4865 مقعدا في تكوين الطب والصيدلة و470 في تكوين طب الأسنان، خلال الموسم الفارط الذي شهد الأزمة المستمرة منذ 8 أشهر.
وضعية ضبابية
مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالدار البيضاء، قال إن “التخوف من إحداث التحاق الطلبة الجدد الاكتظاظ في كليات الطب والصيدلة في حال انتهى الموسم الجامعي الحالي بسنة بيضاء يظل أمرا واردا”، مردفة: “الملف مازال يرواح مكانه، ولذلك لا يمكنننا الحسم في ما ستكون عليه جودة التكوين في الدخول الجامعي المقبل”.
وأكد أن “الوضعية مازالت ضبابية إلى حد كبير كذلك في ما يخص مسألة التداريب التي لم يجرها الطلبة إلى حد الآن”، مشيرا إلى أنه “من المرتقب أن تخلق هذه المسألة ارتباكا حتى في حال تم طي ملف هذه الأزمة؛ لأن المدة التي تفصلنا عن بدء الموسم الجامعي الجديد 2025-2024 قصيرة جدا، ولا تسمح باستيفاء كافة التداريب اللازمة بالنسبة لكل مستوى على حدة”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن “هذا المشكل سيحول دون إجراء طلبة كل مستوى التداريب المقررة لهم؛ لأنه سيتعين عليهم إجراء تداريب المستوى السابق”، مستدركا بأنه “قد تكون هناك إمكانية لمعالجة المسألة بالنسبة لطلبة السنة الأولى، فطلبة تخصص الطب مطالبون في هذه السنة بتدريب مدته 15 يوما فقط، فيما يعفى منه طلبة تخصص الصيدلة”.
وذّكر المصدر نفسه بأن “مشكل محدودية فضاءات التدريب المفتوحة في وجه الطلبة أمر مسجل بقوة في السنوات الماضية، ما يؤكد مرة أخرى أن أثره سيتضاعف خلال الموسم الجامعي المقبل”.
“مخاوف الأساتذة”
قال محمد أبو النصر، رئيس الفرع الجهوي لنقابة أساتذة التعليم العالي بالدار البيضاء، إن “أساتذة كليات الطب والصيدلة يتخوفون من تعميق الاكتظاظ على مستوى أقسام السنة الأولى في الموسم الجامعي المقبل إذا لم يتم طي صفحة الأزمة التي عمرّت بالكليات طيلة هذه السنة، رغم استعدادهم للتضحية على مستوى التأطير”.
وأضاف أبو النصر، أن “مرافق هذه الكليات تشكو أصلا من الضغط رغم فتح كليتين جديدتين بكل من كلميم والعيون”، مؤكدا أن “عدم مفاقمة هذا الوضع يتطلب إرادة سياسية لمنع سيناريو السنة البيضاء، عبر دفع الوزارة الوصية إلى الاستجابة للمطالب المشروعة التي يرفعها الطلبة، وتعامل الطرفين بشكل مرن بما يضمن إجراء الامتحانات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وكان محمد جمال الصباني، الكاتب العام الوطني لنقابة أساتذة التعليم العالي، رفض التعليق على الموضوع حتى “معرفة مآل الموسم الدراسي الحالي”، مشيرا إلى أنه يعتقد أن “الوزارة لا شك تعكف على دراسة كيفية تدبير جميع السيناريوهات الممكنة، وعلى ضوء ما ستقرره بخصوص هذه الأزمة سيتفاعل الأساتذة”.