اسبانيا تتدخل بشكل مثير بين المغرب و ايران؟ | أريفينو.نت

اسبانيا تتدخل بشكل مثير بين المغرب و ايران؟

30 نوفمبر 2024آخر تحديث :
اسبانيا تتدخل بشكل مثير بين المغرب و ايران؟

في ظل التوتر المستمر بين المغرب وإيران، أثيرت إمكانية مناقشة ملف الوساطة والمصالحة بين البلدين خلال الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بشكل منفصل مع نظيريه المغربي ناصر بوريطة والإيراني عباس عراقجي.

هذه الاجتماعات، التي جرت على هامش المنتدى العاشر لتحالف الحضارات، أثارت اهتمامًا كبيرا في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى وجود جهود وساطة من قبل دول الخليج، مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان، بهدف حل الأزمة بين الرباط وطهران وإعادة العلاقات الدبلوماسية التي تم قطعها قبل سنوات.

وفي إطار الجهود المبذولة لإعادة بناء العلاقات بين المغرب وإيران، يطرح السؤال: هل يمكن لإسبانيا أن تلعب دورًا فاعلًا في الوساطة بين البلدين؟ وما الذي يدفع إسبانيا للمشاركة في هذا الدور؟

في هذا الإطار أوضح خبير العلاقات الدولية محمد شقير، أنه في ظل الأجواء السياسية الدولية الراهنة، تتزايد المؤشرات على وجود محاولات لتقريب وجهات النظر بين المغرب وإيران، رغم التوترات التي خيمت على علاقاتهما في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى وجود مساعي يقودها عدد من الوسطاء الخليجيين، أبرزهم من السعودية، الإمارات، وسلطنة عمان.

وأضاف شقير أن اجتماعات عُقدت بالفعل، سواء داخل المغرب أو خارجه، بهدف التمهيد لتحسين العلاقات بين الجانبين، إلا أن هذه الجهود لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، مما يفتح الباب أمام إمكانية تدخل أطراف أخرى، مثل إسبانيا، لتلعب دور الوسيط في هذا الملف.

ويرى خبير العلاقات الدولية أن إسبانيا قد تكون مؤهلة للعب دور محوري في هذا الإطار، خاصة مع تحسن علاقاتها مع المغرب، الذي أتى في سياق دعم مدريد للموقف المغربي بشأن قضية الصحراء، مضيفا أن إسبانيا تُعد من بين الدول المرتبطة بشكل وثيق باستقرار منطقة شمال إفريقيا، نظرًا لموقعها الجغرافي ومصالحها الاقتصادية والأمنية.

إقرأ ايضاً

وأشار المتحدث إلى أن أي تقارب بين المغرب وإيران من شأنه أن يسهم في تعزيز استقرار المنطقة، وهو هدف تسعى إليه إسبانيا بحكم ارتباط أمنها بأمن المغرب، الذي يُعتبر بوابة أوروبا نحو إفريقيا، كما أن اندلاع أي توتر أو نزاع، سواء بين المغرب والجزائر أو في سياقات أخرى، لن يكون، وفق تعبيره، في مصلحة إسبانيا أو دول المنطقة.

وفيما يتعلق بالبعد الدولي، أكد شقير أن التطورات الراهنة، بما في ذلك عودة دونالد ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، قد تدفع إيران إلى تبني سياسة أكثر انفتاحًا تجاه دول المنطقة، بما في ذلك المغرب، مسجلا أن المغرب، بصفته حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وإحدى الدول الأكثر استقرارًا في شمال إفريقيا، قد يشكل شريكًا محوريًا لإيران في ظل هذه المتغيرات، ولو بشكل مؤقت.

وأبرز خبير العلاقات الدولية أن المصالح المتبادلة بين الأطراف المختلفة تجعل من التقارب المغربي-الإيراني هدفًا محتملاً، وفي الوقت الذي قد تكون فيه الوساطات الخليجية بعيدة نسبيًا عن منطقة شمال إفريقيا، فإن إسبانيا، بحكم موقعها وعلاقاتها مع المغرب، قد تصبح لاعبًا رئيسيًا في تحقيق هذا التقارب، بما يحقق الاستقرار الإقليمي ويخدم مصالح جميع الأطراف.

إلى ذلك، أكدت وسائل إعلامية إسبانية أن وزارة الخارجية لم تقدم المزيد من التفاصيل حول ما تم مناقشته في الاجتماعين، متوقعة أن يكون قد تناول مع كلا الوزيرين العلاقات الثنائية والسياق الدولي، مع التركيز بشكل خاص على الصراع في الشرق الأوسط في حالة نظيره الإيراني، فيما لم يذكر أي جانب تناول العلاقات المغربية الإيرانية ومحاولة قيام إسبانيا بوساطة بين الجانبين. 

يذكر أن المغرب أوضح في بيان له أن الوزيرين أكدا على “أهمية تعزيز التعاون في مجالات مختلفة”، بما يتماشى مع المصالح المشتركة بين البلدين، مؤكدا على “متابعة تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها البلدان”، و”مراجعة التقدم المحرز”، بالإضافة إلى “تأكيد الصداقة المغربية-الإسبانية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق