كشف دون بالا ساجوس، المستشار المسؤول عن الشؤون التجارية في السفارة الإسبانية، أسباب انتزاع بلاده صدارة العلاقات التجارية مع المغرب من فرنسا، مشيرا إلى المشاريع المستقبلية بين البلدين ومنها افتتاح خط كهربائي ثالث، إضافة إلى أن مشروع النفق الذي يتقدم بشكل جيد والذي سيسمح بتعزيز التبادل.
وحول كيفية انتزاع إسبانيا للصدارة من فرنسا، أوضح ساجوس، في حوار مع جريدة “ميديا24” الناطقة بالفرنسية، أنه “بعيدًا عن القرب الجغرافي الذي يسمح بخفض تكاليف النقل من الجانبين، نحن أكثر تنافسية بكثير من الشركات الفرنسية وأكثر تكاملاً”، مؤكدا “ومع ذلك، إذا تجاوزنا فرنسا في التبادل التجاري، يجب الإشارة إلى أنها تحتفظ بموقعها كأول مستثمر في المملكة”.
وتابع بأن إسبانيا تسعى “لتطوير استثماراتنا في المغرب بفضل الجهود المستمرة للإدارات المغربية والإسبانية التي تتعاون بشكل وثيق لتحفيز رواد الأعمال على الاستثمار من الجانبين”، لافتا إلى أن “جودة العلاقات السياسية الحالية التي تولد الثقة ضرورية بل وحاسمة”.
ونفى المتحدث أن تكون إسبانيا قد استغلّت البرود السياسي بين المغرب وفرنسا على المستوى التجاري، مؤكد أن مثلث فرنسا-المغرب-إسبانيا، يلعب كل طرف فيه دورًا معينًا بمكانة محددة، مشددا “أعتقد بصدق أن بلدنا الأقرب جغرافيًا للمملكة له روابط أقوى يمكن حتى وصفها بالأخوية”.
ولفت إلى أهمية التقارب السياسي في ميدان التجارة وتأثيرها على تزايد الشراكات الجديدة في عدة قطاعات، مفيدا أنه “سيتم فتح خط كهربائي ثالث بين إسبانيا والمغرب، ومشروع النفق الذي يتقدم بشكل جيد سيسمح بتعزيز التبادل بفضل القطارات المباشرة بين المغرب وإسبانيا، دون الحديث عن خط الأنابيب الكبير القادم من نيجيريا الذي سيفيد العديد من البلدان الأفريقية والأوروبية”، مشددا هناك اليوم الكثير من المشاريع الضرورية لكلا البلدين “لدرجة أنه أصبح من المستحيل التراجع”.
إقرأ ايضاً
وفسر أن إسبانيا أصبحت الشريك الأول للمغرب بكون جزء كبير من الاستهلاك الإسباني من الفواكه والخضروات والحمضيات يأتي من المغرب، بفضل جودة وتوافر المنتجات المغربية وأيضًا أسعارها التنافسية، مشيرا إلى أن تطور العلاقات التجارية بين البلدين يرجع أيضًا إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب التي أحدثت ثورة حقيقية وساهمت في تعزيز التبادل الثنائي، ذلك أن تأثيرها الاستثنائي “سمح للعديد من رواد الأعمال الإسبان بالاستقرار في المغرب والاستثمار في عدة قطاعات مثل الزراعة أو الصيد”.
ولفت من جانب آخر إلى دور إسبانيا في تزويد المغرب بالعديد من العناصر الأساسية للصناعات، ومنها صناعة السيارات، إضافة إلى المنتجات الطاقية منها المنتجات البترولية وكذا الغاز، مشيرا إلى التكامل الاستراتيجي بين البلدين اللذين ليسا متنافسين ولكن شركاء يكمل كل منهما الآخر.
وأكد قيام إسبانيا بجهود مستمرة لتكون موجودة في المناقصات، مفيدا من جانب آخر أن هناك رغبة حقيقية من السلطات المغربية في السماح للشركات الإسبانية بالمشاركة “ليس لإرضائنا ولكن لأننا قادرون على تقديم خبرة في عدة قطاعات (السكك الحديدية…) التي ستساهم في تطوير المغرب”.
