يواصل المغرب خطواته نحو تعزيز مكانته العسكرية في شمال إفريقيا من خلال تحديث ترسانته الدفاعية، حيث يستعد للحصول على سرب جديد من الطائرات المسيرة التركية المتطورة من طراز “أكينسي” بحلول عام 2025.
وفقًا لخبراء عسكريين، يُعد هذا التطور خطوة استراتيجية تهدف إلى مواكبة التحديات الأمنية الإقليمية وتحقيق طفرة نوعية في القدرات الدفاعية المغربية.
الخبير العسكري الإسباني أوسكار رويز، في تحليله بموقع “ذا ديبلومات”، وصف طائرات “أكينسي” بأنها تمثل قفزة تكنولوجية كبيرة، واعتبر أن إدخال هذه الطائرات يشكل “طفرة نوعية” في قدرات المغرب العسكرية، خاصة أنها قادرة على الطيران لمدة 25 ساعة متواصلة، وحمل أسلحة متطورة ودقيقة، مشيرا إلى أن هذه القدرات تثير مخاوف لدى بعض الدول المجاورة، مثل إسبانيا، نظرا للتغيرات التي قد تفرضها على ميزان القوى الإقليمي.
ويمتلك المغرب حاليًا 19 طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2″، لكن النسخة الجديدة “أكينسي” تتميز بقدرات أعلى، مثل مدى طيران يصل إلى 7,500 كيلومتر، وتحميل يصل إلى 1,500 كيلوغرام، إضافة إلى أنظمة رادار واتصالات متطورة عبر الأقمار الصناعية.
وتتميز هذه الطائرات بقدرتها على إطلاق صواريخ كروز “SOM” والقنابل الموجهة بدقة، مما يجعلها مثالية لمكافحة الإرهاب والتعامل مع التهديدات غير التقليدية.
إلى جانب تعزيز قدراته الدفاعية، تسعى المملكة من خلال هذه الصفقة إلى تقليل اعتمادها على الموردين الدوليين وتنويع مصادر تسليحها لتحقيق استقلالية أكبر. كما أن هذه الطائرات تتيح للمغرب تعزيز مراقبته للمناطق الحدودية الشاسعة ومواجهة التهديدات الأمنية المختلفة.
إقرأ ايضاً
من جهة أخرى، يرى رويز أن مدى طيران طائرات “أكينسي” الذي يصل إلى جنوب إسبانيا، بما في ذلك مضيق جبل طارق، قد يدفع مدريد إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة هذا التطور.
هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية شاملة اعتمدها المغرب، تشمل شراء أنظمة صواريخ HIMARS الأمريكية، تعزيز أسطوله الجوي بطائرات “إف-16 بلوك 72″، وتحديث طائراته القديمة.
وفي مجال الفضاء، كشف رويز عن تقارير تشير إلى شراء المغرب قمرًا صناعيًا تجسسيًا من إسرائيل بقيمة مليار دولار، ما يمنح المملكة قدرات استخباراتية واستطلاعية متقدمة.
كل هذه التطورات تؤكد التزام المغرب بتطوير بنيته الدفاعية ليصبح قوة عسكرية صاعدة في المنطقة، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية المستقبلية بثقة واستقلالية.