اشاعات خطيرة تستهدف سكان الناظور و تطوان؟

19 أبريل 2025آخر تحديث :
اشاعات خطيرة تستهدف سكان الناظور و تطوان؟


في الأيام الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدعي إلغاء تأشيرة الدخول لسكان الأقاليم المغربية المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية. تأتي هذه الأنباء بالتزامن مع اللقاء الذي جمع وزيرا خارجيتي المغرب وإسبانيا، ناصر بوريطة وخوسيه مانويل ألباريس.

أفاد مصدر مطلع ” بأن سلطات تطوان والمضيق-الفنيدق لم تتلق أي معلومات جديدة حول نظام العبور مع سبتة، مؤكداً أن الأخبار المنتشرة مجرد شائعات لا يُعرف من يقف وراءها أو الأهداف من نشرها.

وأضاف المصدر أن دخول المواطنين المغاربة إلى سبتة ما يزال خاضعًا لنظام تأشيرة “شنغن”، وأنه لا توجد أي مؤشرات على العودة إلى الوضع السابق الذي كان يسمح لسكان الأقاليم المجاورة بالدخول دون تأشيرة.

هذه الشائعات تثير المخاوف من احتمال عودة التوتر على الحدود مع سبتة ومليلية، حيث حذر خبراء من احتمال انتشار دعوات جديدة للهجرة إلى المدينتين نتيجة لهذه الأخبار الزائفة.

ويظهر أن الاجتماع بين بوريطة وألباريس لم يتطرق لأي تغييرات في نظام العبور أو السياحة مع سبتة ومليلية. كما ركز اللقاء على تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين ومناقشة فتح الجمارك التجارية.

أشار مصطفى العباسي، خبير العلاقات المغربية الإسبانية، إلى انتشار مقاطع فيديو على “تيك توك” و”يوتيوب” تشيع عدم الحاجة إلى تأشيرة لدخول سبتة ومليلية، مؤكداً أن هذه الادعاءات غير صحيحة.

يرى العباسي أن التفسير الخاطئ لتصريح وزير الخارجية الإسباني شجع بعض الأشخاص على نشر أخبار مزيفة، محذراً من النتائج المحتملة لهذه الأكاذيب باعتبارها قد تكون خطيرة.

وكشف العباسي أن بعض مجموعات التواصل بدأت فعلاً بدعوة الشباب للتوجه إلى المعابر لفرض القرار الوهمي. وشدد على أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة وليس هناك أي دراسة أو اجتماع لبحث هذا الموضوع.

من جانبه، عبر الناشط الإعلامي والحقوقي أحمد بيوزان عن استغرابه من ترويج أخبار زائفة حول فتح المعابر بدون تأشيرة “شنغن”، مشيراً إلى أن هذه الأخبار تم تداولها من قبل سياسيين في المنطقة.

أكد بيوزان أن بعض السياسيين بمنطقة الشمال شاركوا فيديو يظهر ألباريس وهو يتحدث عن فتح الحدود الجمركية، مدعين أنه إعلان عن فتح المعابر لسكان الشمال دون الحاجة إلى التأشيرة.

ونظراً لانتشار هذه الأخبار بشكل واسع، يخشى بيوزان أن يصدقها الشباب والمراهقون ما يُنذر باحتمال انتشار دعوات للهجرة إلى المناطق المحيطة بسبتة ومليلية.

تفرض السلطات الإسبانية تأشيرة “شنغن” لدخول سبتة ومليلية بعدما كان دخول سكان الأقاليم المجاورة مستثنى وفقاً لـ “اتفاقية شنغن”. ويصر رئيس حكومة سبتة على استمرار فرض التأشيرة بناًء على اعتبارات الأمن القومي لإسبانيا، رافضا العودة إلى نظام العبور بجواز السفر فقط.

على مدار عقود، كان من المعتاد أن يتمكن سكان إقليمي تطوان والمضيق الفنيدق من دخول مدينة سبتة، وأهل إقليم الناظور من دخول مدينة مليلية، باستخدام جواز السفر المغربي فقط. هذا التقليد توقف بعد إغلاق الحدود في مارس 2020 بسبب جائحة كورونا، والتوترات التي أعقبت بين البلدين. في سبتمبر الماضي، تمكنت السلطات المغربية من التصدي لمحاولات هجرة جماعية كبيرة قام بها آلاف الأشخاص الذين حاولوا الوصول إلى مدينة سبتة المحتلة. جاءت هذه المحاولات بعد دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام المدينة يوم 15 سبتمبر 2024، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 4455 شخصًا، بينهم 3795 مغربيًا بالغًا، و141 قاصرًا، و519 أجنبيًا. في ذلك الوقت، وجهت الحكومة المغربية اتهامًا لـ “جهات غير معروفة” بأنها وراء الأحداث الأخيرة في مدينة الفنيدق. وتحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عن استغلال منصات التواصل الاجتماعي لتحريض الشباب على الهجرة، مشيرًا إلى إحالة 152 شخصًا إلى القضاء بتهمة التحريض على الهجرة غير الشرعية عبر الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وإسبانيا قد استأنفا الجمارك التجارية في معبري سبتة ومليلية. شهد معبر سبتة مؤخرًا عبور شاحنات سلعية إسبانية إلى الأراضي المغربية لأول مرة، وهو نفس ما حدث في معبر مليلية بعد توقف العملية منذ عام 2020. وكان المغرب قد أغلق الجمارك التجارية مع مدينة مليلية في أغسطس 2018 نتيجة لأزمة سياسية حادة تسببت في توتر العلاقات بين البلدين إثر استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية بهوية مزورة. لاحقًا، أغلقت الرباط بالكامل المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية في مارس 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، مع العلم أنه لم تكن هناك جمارك تجارية مع سبتة سابقًا. بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للمغرب ولقائه الملك محمد السادس، توصل البلدان إلى اتفاق لإعادة فتح المعابر في مايو 2022 بعد أن تخلت مدريد عن موقفها المحايد بشأن قضية الصحراء وأعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. ومع ذلك، بقيت الجمارك التجارية مغلقة لأسباب تقنية من وجهة نظر مدريد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق