يُعد العدس المغربي جوهرة غذائية في عالم المأكولات التقليدية بالمغرب، وهو وجبة مفضلة تتواجد بشكل دائم على طاولات الأسر في جميع أنحاء المملكة، وخصوصاً خلال الطقس البارد. يتميز هذا الطبق بتكلفته المنخفضة وقيمته الغذائية العالية، إذ تغنيه التوابل المغربية الأصيلة مثل الكمون والبابريكا بالإضافة إلى الثوم وزيت الزيتون. ورغم بساطته الظاهرة، يعتبر العدس المغربي مصدراً غذائياً غنياً لكن يتطلب الاهتمام ببعض الجوانب.
يُعَد العدس من البقوليات ذات القيمة الغذائية العالية، حيث يوفر مجموعة من الفوائد الصحية:
- مصدر ممتاز للبروتين النباتي، مما يجعله مثالياً للنباتيين وللأشخاص الذين يرغبون في تقليل استهلاك اللحوم، فهو يساهم في بناء وإصلاح الأنسجة.
- غني جداً بالألياف الغذائية التي تدعم صحة الجهاز الهضمي، وتساعد في تنظيم مستويات السكر والكوليسترول في الدم، إلى جانب توفير شعور بالامتلاء طويل الأمد، ما يسهم في التحكم بالوزن.
- يحتوي على الحديد والفولات بكميات جيدة، مما يساعد في الوقاية من الأنيميا. تناوله مع مصدر لفيتامين C يحسن امتصاص الحديد. كما يُعتبر الفولات ضرورياً لنمو الخلايا والانقسام، خصوصاً للنساء الحوامل.
- يقدم مزيجاً من المعادن والفيتامينات الهامة كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز وفيتامينات “ب”.
- يوفر طاقة مستدامة من خلال الكربوهيدرات المعقدة التي تُهضم ببطء.
رغم المزايا الكبيرة، توجد ملاحظات بسيطة يجب الانتباه إليها:
إقرأ ايضاً
- قد يسبب محتواه العالي من الألياف والسكريات مثل الأوليغوساكاريد بعض المشاكل الهضمية كالتنفخ والغازات، خاصة لمن لم يعتادوا على تناول الألياف بانتظام. يمكن الحد من ذلك بالنقع الجيد قبل الطهو.
- يحتوي العدس على حمض الفيتيك الذي قد يقلل قليلاً من امتصاص بعض المعادن كالحديد والزنك. ولكنه تأثير ضئيل ضمن نظام غذائي متوازن، ويمكن تخفيضه بالنقع والطهي.
- الاعتماد على طرق تحضير معينة يمكن أن يزيد من محتوى الصوديوم والدهون مثل استخدام الكثير من الملح أو الزيت.
- يحتوي العدس على البيورينات، التي قد تسبب قلقاً لمرضى النقرس، لكنها أقل تأثيراً مقارنة بالمصادر الحيوانية.
في الختام، يمثل طبق العدس المغربي خياراً غذائياً ممتازاً ومتكاملاً. بفوائده الصحية الكبيرة يتجاوز التحفظات البسيطة، ويمكن ببساطة التغلب عليها من خلال التحضير الذكي مثل النقع الجيد والطهي المتوازن. يُنصح بشدة بإدراجه في النظام الغذائي كمكون من حياة صحية متوازنة.
