يُجري وفد أمريكي من ولاية مينيسوتا الأمريكية ممثلا لست تنظيمات مهنية فلاحية، برئاسة توم بيترسن، مفوض وزارة الزراعة في الحكومة المحلية لهذه الولاية، زيارة لمدة ستة أيام إلى المملكة المغربية، حيث سيجري الوفد جولات تفقدية للعديد من الشركات الغذائية والفلاحية في المملكة من أجل بحث فرص التعاون بين الجانبين على مستوى تنمية صادرات المنتجات الزراعية بين الطرفين، حسب ما أفادت به دائرة الزراعة التابعة لهذه الولاية في منشور في حسابها الرسمي على منصة “إكس”.
وبالعودة إلى الموقع الإلكتروني لحكومة ولاية مينيستوتا، فإن قيمة الإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية في هذه الأخيرة يبلغ أكثر من 106 مليار دولار سنويا، حيث تحتل الرتبة الخامسة على مستوى إجمالي المحصول الأمريكي والرتبة السابعة من ضمن الولايات الأمريكية مجتمعة في إجمالي الإنتاج الزراعي، فيما صدرت هذه الولاية لوحدها بضائع بقيمة فاقت 9 ملايير دولار خلال سنة 2021، لتحل بذلك الرتبة الرابعة في الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى التصدير الزراعي.
وحسب المصدر ذاته، فإن نجاح مينيسوتا في الزراعة والإنتاج الغذائي يعود بالأساس إلى التكنولوجيا الحديثة التي يستعملها هذا القطاع، إذ تشجع الجامعات والمؤسسات التعليمية في هذه الولاية البحث العلمي الزراعي، حيث أسست سلطات الولاية وبشراكة مع القطاع الخاص مجموعة من حاضنات الابتكار ومراكز البحث، فيما أفاد مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكية أن مينيسوتا سجلت عددا كبيرا من براءات الاختراع على الصعيد الوطني ما بين عامي 2000 و2022.
ويبدو جليا اهتمام منتجي ومصدري المنتوجات الفلاحية الأمريكيين بتعزيز تعاونهم مع نظرائهم المغاربة، حيث سبق أن زار وفد من شركة “SalixFruit” الرائدة في مجال تصدير واستيراد الفواكه الطازجة؛ عدد من الضيعات الفلاحية نواحي مدينتي مراكش وبني ملال، في بداية الشهر الحالي، في سياق استكشاف فرص التعاون مع المنتجين المغاربة، فحيث أكد مصدر مسؤول من الشركة في هذا الصدد أن “المنتجات الفلاحية المغربية أضحت أكثر شهرة في صفوف المستهلكين الأمريكيين نظرا لجودتها العالية”.
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن “المزارعين والمصدرين الأمريكيين يدركون جيدا أن القطاع الزراعي المغربي مقبل على تحقيق طفرة نوعية على المديين المتوسط والبعيد خاصة في ظل المشاريع المائية الكبرى التي أطلقتها المملكة بهدف تجاوز آثار الجفاف وقلة التساقطات وبالتالي فهم يريدون الاستفادة من هذا الأمر ليكونوا بذلك من أوائل الذين يعقدون شراكات واتفاقيات تعاون مع نظرائهم في المغرب وتعزيز ولوجية المنتجات المغربية للسوق الأمريكية والعكس صحيح”.
إقرأ ايضاً
وأضاف أوحتيتا أن “الولايات المتحدة الأمريكية تريد كذلك الاستفادة من المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوجية الدول الإفريقية إلى الفضاء الأطلسي من أجل التموقع في الأسواق الواعدة للقارة السمراء”، مشيرا إلى أن “العلاقات التجارية المغربية الأمريكية المرتبطة بالقطاع الزراعي عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى تصدير الحوامض مدعومة بالتقارب الدبلوماسي الكبير بين البلدين منذ اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء في أواخر العام 2020”.
ولفت الخبير ذاته إلى أن “تعزيز التعاون بين البلدين على مستوى القطاع الفلاحي مفيد لكلا الجانبين وسيتم جني ثماره في أفق الخمس سنوات المقبلة”، معتبرا أن العوامل المناخية والدينامية التي سيشهدها القطاع الفلاحي في السنوات المقبلة ستجعل “المملكة محطة مهمة للتنافس بين موسكو وواشنطن من أجل الاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها الرباط ومن أجل تعميق التعاون معها في المجال الزراعي”.
وخلص إلى أن “المغرب بدوره سيتفيد من مقدرات البحث العلمي الأمريكي علاقة بالإنتاج الفلاحي والغذائي خاصة فيما يتعلق بإنتاج البذور على المستوى المحلي بالاستعانة بالخبرة الأمريكية في هذا الصدد، خاصة وأن المملكة اليوم بحاجة ماسة للاستفادة من تطورات البحث العلمي والتقني ونتائج أبحاث المختبرات الأمريكية من أجل تحقيق السيادة الغذائية”.
عذراً التعليقات مغلقة