– أثار استقبال الملك محمد السادس، يوم السبت الماضي في الرباط، لوزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، موجة غضب واسعة في الأوساط الإعلامية الجزائرية، التي اعتبرت الخطوة “استفزازاً” وتصعيداً من جانب المغرب في ظل العلاقات المتوترة أصلاً بين الجزائر وهذه الدول.
وسارعت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية الجزائرية إلى التنديد باللقاء، واصفة إياه بأنه محاولة مغربية لـ”تطويق” الدور الجزائري في منطقة الساحل واستغلال للظروف السياسية الصعبة التي تمر بها هذه البلدان، والتي شهدت مؤخراً فتوراً كبيراً في علاقاتها مع الجزائر، وصل حد استدعاء السفراء وتبادل الاتهامات.
ويأتي هذا الاستقبال في سياق مبادرة أطلقها المغرب تهدف إلى تمكين دول الساحل غير المطلة على البحر (مالي، النيجر، بوركينافاسو، تشاد) من الولوج إلى المحيط الأطلسي عبر البنية التحتية المغربية، وهي المبادرة التي تنظر إليها الجزائر بعين الريبة وتعتبرها منافسة لنفوذها التقليدي في المنطقة.
من جانبهم، يرى محللون مغاربة أن هذا الاجتماع رفيع المستوى يمثل نجاحاً دبلوماسياً للمملكة و”ضربة سياسية موجعة” للجزائر. ويعتبر هؤلاء المحللون أن التحرك المغربي يعكس قدرة الرباط على بناء تحالفات جديدة في العمق الأفريقي، مستفيدة من تراجع الدور الجزائري في المنطقة بسبب ما يصفونه بـ “أخطاء دبلوماسية” جزائرية وتوترات داخلية في دول الساحل أدت لابتعادها عن الجزائر.
ويشير المراقبون إلى أن هذا التطور يزيد من حدة التنافس الإقليمي بين الجارين، ويضع منطقة الساحل الهشة أمنياً وسياسياً، في قلب صراع النفوذ بين الرباط والجزائر، مما قد يزيد من تعقيد المشهد في المنطقة المضطربة أصلاً.
إقرأ ايضاً
