التغيرات الإيجابية في الموقف الغربي من الوحدة الترابية للمغرب، في قضية الصحراء الغربية المغربية، وبعدها بلا شك الصحراء الشرقية للمملكة المغربية، أدخلت النظام الجزائري في حالة هستيريا قد لا يرجى لها علاج.
وهم معذورون، لأن المواقف الغربية، سيما من قبل الدول العظمى كأمريكا وفرنسا وإسبانيا..ليست بالشيء الهين أن يتوالى تأييدها لمشروع الحكم الذاتي في ظرف وجيز وعلانية.
ولغرض بعض التنفيس ليس أكثر، قيل للشروق قولي إن الغرب يساند المملكة المغربية ليس من أجل الصحراء ولكن ليحمي النظام المغربي من السقوط..فكتبت كما قيل لها أن تكتب حرفيا.
هذا هو ما يسمى في علم لنفس بالتفكير الرغبوي، أي أن تفكر ليس استنادا للواقع والمعطيات الماثلة، ولكن بناء على ما تريد من التاريخ أن يفرز من أحداث على هواك..وهي بداية لأمراض نفسية أخطر، أهونها انفصام الشخصية.
واستنجدت الشروق الغاربة بمجلة أمريكية اعتبرت “مواقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا من القضية الصحراوية، بأنها “مزيج من سياسات الصفقات والمناورات الجيوسياسية في الساحة الدولية، والحاجة إلى استرضاء المعارضة الداخلية…”
وهذا يعني، بمفهوم المخالفة الفلسفي، ــ وأين العسكر من التفلسف؟ ــ أن هذه القوى الغربية تقف كلها مع المغرب استراتيجيا وأن استقرار المغرب يعنيها إلى درجة الخوف عليه ــ حسب مزاعم الشروق ــ وأن أي بلد إن لم يكن مهما لهذه القوى فلن تكلف نفسها عناء الاستثمار فيه استراتيجيا، أليس هذا هو المنطق؟
وتعلقت الشروق، ومن ورائها الأسياد، بمضامين ما اعتبرته دراسة فأضافت أنه “إذا سعت فرنسا والولايات المتحدة إلى حمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تبني اقتراح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره السبيل الوحيد للقضية، فمن المرجح أن يثير ذلك مقاومة من جانب الصين، والأهم من ذلك، روسيا”، انتهى الكلام الرغبوي الخزعبلاتي.
ــ ترقب مقاومة الصين وروسيا لأي قرار نهائي يحسم الصراع والنزال المفبرك حول الصحراء الغربية للمغرب يعني التعويل على الاحتمالات لا الارتكان إلى اليقين.
ثم إن الصين وروسيا لهما شراكات كبيرة مع المغرب باعتباره بوابة أفريقيا الحقيقية، والمضي نحو المستقبل حيث هذه القارة الغنية هي مستقبل البشرية غذائيا وأمنا وثروات.
والصين وروسيا يؤمنان بالمصالح أكثر من أمريكا، فقط إنهما أشد تمسكا ووفاء للحلفاء الاقتصاديين الحقيقيين، وهل يوجد بجغرافيا القارة السمراء من هو أفيد من المغرب لهذه القوى التي يعد ولوج السوق الأفريقية بالنسبة لمستقبلهما مسألة حياة أو موت؟
استمروا في أحلامكم/كوابيسكم ولتستمر المملكة المغربية في البناء والسير بثقة نحو مستقبل لا يعترف بالضعفاء، بله أن يعترف بالمخابيل.