الجزائر تبهدل هذا البلد الافريقي بسبب المغرب؟ | أريفينو.نت

الجزائر تبهدل هذا البلد الافريقي بسبب المغرب؟

3 يناير 2025آخر تحديث :
الجزائر تبهدل هذا البلد الافريقي بسبب المغرب؟

اتهمت الجمهورية المالية النظام العسكري الحاكم في الجزائر بدعم الجماعات الإرهابية من خلال توفير المأوى والمأكل لزعزعة استقرار مالي ودول الساحل، مستنكرة “استمرار السلطات الجزائرية في مواصلة أعمال التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية مالي، والتي اتسمت بالنزعة الأبوية والتعالي والازدراء”.

ودعت مالي في بلاغ صادر عن وزارة خارجيتها، سلطات الجزائر إلى “إعادة تركيز طاقتها على حل أزماتها وتناقضاتها الداخلية، بما في ذلك مسألة القبائل”، مطالبة بضرورة “التوقف عن استخدام مالي لرفع موقعها الدولي”، معلنة أن “مالي لا تطلب ولا تأخذ دروسا من الجزائر”.

رغبة الهيمنة والتحكم

الخبير في العلاقات الدولية والمتخصص في الملف الجزائري؛ أحمد نور الدين، اعتبر بلاغ وزارة خارجية مالي الصادر يوم فاتح يناير 2025، بمثابة “تشريح دقيق للسرطان الجزائري الذي يهدد منطقة الساحل والصحراء ودول الجوار”، مضيفا أنه “فضح من جديد التدخل الجزائري في الشؤون الداخلية لدول الجوار من خلال التصريحات المعادية لوزير خارجية النظام الجزائري أحمد عطاف الذي سبق له في شتنبر الماضي أن وصف وزير الدولة في جمهورية مالي “بقليل الأدب”.

ويرى نور الدين أن أسلوب وزير خارجية الجزائر “بعيد عن الأعراف الدبلوماسية التي يحمل عطاف حقيبتها، ويؤكد ما تحدث عنه البيان الأخير لخارجية مالي من أساليب الوصاية والتعالي والازدراء التي تتبناها الجزائر تجاه جيرانها”، مشيرا إلى أن “الأمر ليس جديداً، فقد سبق للرئيس الجزائري في شتنبر 2020 أن صرّح بأنه “لا حلّ في مالي بدون موافقة الجزائر”، وهذا كلام خطير وغير مقبول من رئيس دولة يظهر إرادة واضحة للهيمنة والتحكم في قرار دولة مستقلة وذات سيادة”.

تورط الجزائر في دعم الإرهاب

من جهة أخرى، يرى الخبير في العلاقات الدولية، أن بلاغ وزارة الخارجية المالية لم يقف عن حد إدانة التدخل في شؤون بلادها الداخلية، بل أكد “مرة أخرى تورط الجزائر في دعم الجماعات الإرهابية شمال مالي، وهو ما سبق لوزير الدولة والمتحدث باسم الحكومة الانتقالية المالية، العقيد عبد الله مايغا، أن صرّح به خلال مداخلته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شانبر 2024 واصفاً الجزائر بأنها “تقوم بإيواء إرهابيين”.

إقرأ ايضاً

ووفق المتحدث، فإن الطرح المالي في هذا الإطار “تؤكده عدة تقارير دولية؛ منها ما جاء في تسريبات ويكي ليكس من السفارة الأمريكية في الجزائر سنة 2013؛ التي التقطت اتصالات بين القيادات الجزائرية وجماعة “الموقعين بالدم” تشجعهم فيها على ارتكاب أعمال إرهابية ضد المغرب مقابل تسهيل حركتهم وتنقلاتهم في شمال مالي”.

وتابع المتخص في الملف الجزائري “كما أن القضاء الفرنسي وجه الاتهام للجيش الجزائري بالتورط في اغتيال الرهبان المسيحيين السبعة في قرية تِبحيرين في منطقة القبائل، ناهيك عن اعتراف عميل المخابرات الجزائرية السابق كريم مولاي، واللاجئ في بريطانيا، أنّ الاعتداءات الإرهابية في مراكش سنة 1994 كانت من تدبير المخابرات الجزائرية”، مشيرا إلى أن “أمثلة تواطؤ أجهزة الدولة الجزائرية مع الجماعات الإرهابية المسلحة خلال العشرية السوداء كثيرة، إلى درجة خلق جماعات مسلحة مثل “جG” وتزعمها من طرف عملاء الأجهزة الجزائرية كما كان عليه الحال مع جمال زيتوني وغيره”.

إطفائي يشعل الحرائق

وقال نور الدين إن خارجية جمهورية مالي “لم يفوت الفرص لتفضح الازدواجية التي تمارسها الجزائر في الخطاب والممارسة حيث وصفها البيان “بالإطفائي الذي يشعل الحرائق”، معتبرا أنه “توصيف دقيق للسياسة الجزائرية التي دائماً ما تلجأ إلى الاختباء وراء شعارات ومبادئ القانون الدولي لإخفاء أهدافها التخريبية، وهو ما قامت به مع أزمة مالي منذ نشأتها، وهو ما تقوم به أيضا طيلة نصف قرن من سياسة العدوان ضد وحدة المغرب وسلامة أراضيه بدعوى الدفاع عن مبدأ تقرير المصير، وهي في الحقيقة تحرم حتى شعبها من تقرير مصيره في انتخابات حرة ونزيهة، حيث يسيطر الجيش على كل مفاصل الدولة ومراكز القرار في الجزائر، ويجعل من المدنيين مجرد واجهة لتلميع صورته أمام المجتمع الدولي”.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية، أنه على المغرب “ألاّ يضيع هذه الفرصة، كما ضيع العشرات في السابق، من أجل محاصرة النظام العسكري الجزائري وفضحه أمام العالم والوقوف إلى جانب جمهورية مالي، وإلى جانب كل الدول في جواره المباشر التي تعاني من تدخل الجزائر في شؤونها الداخلية، في أفق تفكيك هذا النظام الذي يشكل خطراً حقيقاً على أمن واستقرار المنطقة كلها”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق