كشف الأستاذ الجامعي والمتخصص في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، عبد الرحمن مكاوي، تفاصيل تقنية دقيقة حول إسقاط حركة “تحرير الأزواد” طائرة تركية مسيرة من طراز “أقنجي”، تابعة للجيش المالي، وذلك في منطقة كيدال الواقعة على الحدود بين مالي والجزائر.
وأوضح مكاوي أن حركة تحرير الأزواد نجحت في فضح ادعاءات الجيش الجزائري بشأن إسقاط هذه الطائرة، حيث عمد النظام الجزائري إلى تبني الحدث لصالحه وإرسال رسائل سياسية موجهة إلى الداخل والخارج، ولا سيما إلى المغرب، الذي استلم مؤخرًا دفعة من نفس نوعية الدرونات.
وأكد الخبير أن التحليلات العسكرية الغربية تُجمع على أن جبهة تحرير الأزواد (FLA) كانت المسؤولة عن إسقاط الطائرة التركية المسيرة قرب مدينة كيدال الواقعة في شمال مالي.
وأشار مكاوي إلى أن التنظيمات الأزوادية تمتلك صواريخ مضادة للطائرات من نوع “سام-7″، والمعروفة باسم “ستريلا SS16″، التي صُنعت خلال الحقبة السوفيتية وتُعد فعّالة ضد الطائرات والمروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتجاوز عشرة كيلومترات. ورغم بساطتها وسهولة استخدامها، إلا أن دقتها أقل مقارنة بالصواريخ الأمريكية “ستينغر”، التي شكّلت أحد المفاتيح الرئيسية في هزيمة القوات الجوية السوفيتية بأفغانستان.
إقرأ ايضاً
وأضاف الخبير أن مصادر موثوقة تؤكد أن معظم صواريخ “سام-7” أو “ستريلا SS16” بحوزة جبهة تحرير الأزواد تعود إلى مخازن الاتحاد السوفيتي السابقة، وتحديدًا مخزون وزارة الدفاع الأوكرانية آنذاك. وقد تم تصنيع هذه الصواريخ قبل تفكك الاتحاد، ما يفسر وجود كميات كبيرة منها بأيدي فصائل مختلفة بعد تفرق هذه المخزونات.
أما بشأن الجزائر، فقد اعتبر مكاوي أن الجيش الجزائري حاول استغلال هذا الحدث البارز لصالحه، من خلال توظيفه كأداة لإرسال رسائل سياسية وإبراز قوته داخليًا وخارجيًا، مع التركيز على التنافس مع المغرب، لا سيما وأن المغرب يعمل حاليًا على إنشاء مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة من طراز “أقنجي بيرقدار”. وفي إشارة إلى الوجهة الدعائية للجيش الجزائري، وصف مكاوي مقر قيادته المطل على البحر في القلعة العسكرية القديمة الشهيرة بـ”طاكران” كموقع يشهد صنع تلك الرسائل السياسية المتكررة.
كما أشار مكاوي في ختام حديثه إلى أن الجيش المالي نفسه اعترف بحدوث خطأ تقني أثناء تشغيل الطائرة المسيرة، حيث جعلها المهندس العسكري المختص تطير على ارتفاع منخفض يتراوح بين 5000 و6000 متر، مما سهل على قوات الأزواد إسقاطها بسهولة باستخدام الصاروخ المحمول “سام-7”.

حليل ذكي وصحيح ، طائرة خردة يتم إسقاطها
من طرف مجموعة مسلحة بصاروخ قديم من العهد السوفياتي هذا يدل على أن هذه الطائرة خردة