ساءت علاقة الجزائر بدول الساحل خلال السنوات الأخيرة لعاملين حاسمين: سوء سياستها مع بلدان هذه المنطقة مقابل عمل عقلاني للرباط قائم على الشراكة الأفريقية الحقيقية.
وفي محاولة يائسة لاستدراك ما ضاع، بادرت الجزائر لترميم بعض قنوات التواصل مع دول منطقة الساحل، ولذلك أرسلت وزيرها في الطاقة، محمد عرقاب هذا الأسبوع إلى دولة النيجر ليلتقي بنظيره وزير البترول النيجري، مامان مصطفى باركي باكو.
الإعلام الجزائري نفسه وصف هذه الزيارة ب ” محاولة لتسخين العلاقات الثنائية التي شهدت حالة من البرود على مدار أشهر”.
وخلال هذا اللقاء، لم يكن بيد عرقاب شيئا ذا بال يطرحه على الطاولة سوى إخراج ورقة ” التعاون الثنائي والتاريخي وسبل تعزيزه وتطويره خاصة في قطاع المحروقات”.
بمعنى آخر سياسة الإرشاء “على عينك يا بن عندي” لـ “إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية التي طالتها غيوم خفيفة، عندما كانت السلطات العسكرية الماسكة بزمام صناعة القرار في نيامي، تحت طائلة الحصار حتى من جيرانها في المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، تورد “الشروق”.
إقرأ ايضاً
لاحظوا كيف أن “لحذبة في ظهر الجمل ولهاتو تلهيه” أو رمتني بدائها وانسلت: إنهم يلومون عساكر النيجر وكأن من يحكم قصر المرادية ملائكة الحكم المدني الديمقراطي.
وزيادة في التجهيل السافر والاستحمار المفضوح تزيد الصحيفة من محبرة العسكر أنه ” ومنذ وصول قادة عسكريين جاءوا إلى السلطة عبر انقلابات في منطقة الساحل، في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، برزت توجهات جديدة، من بينها إلغاء السلطات المركزية في باماكو، العمل باتفاق السلم والمصالحة الذي وقع في الجزائر برعاية أممية”.
ولمن لديه بعدُ شك أو تأويل لأهداف هذه الزيارة فلسان العسكر قالها بوضوح: ” اختارت الجزائر توظيف الورقة الاقتصادية مع جارتها الجنوبية تفاديا لأي تأويل أو قراءات مغرضة، حيث تباحث الطرفان مستجدات نشاطات العملاق الجزائري الناشط في قطاع المحروقات “سوناطراك” بجمهورية النيجر على مستوى الحقل النفطي بمنطقة كفرا”.
“تفاديا لأي تأويل أو قراءات مغرضة”..من قبل من؟، ذكاء القاريء لن يجد مشكلة في الجواب الصحيح.