أريفينو.نت/خاص
نقلت تقارير إعلامية عن جبهة البوليساريو، عبر وكالتها الخاصة، بياناً يزعم أن الرئاسة السورية نفت وجود أي “مقاتلين صحراويين” في سجون البلاد، سواء في الوقت الحالي أو في الماضي تحت نظام بشار الأسد. وقدمت الجبهة هذا الادعاء كرد على ما وصفتها بـ”مزاعم مغربية” حول وجود مثل هؤلاء السجناء.
غير أن مصادر إعلامية أشارت إلى أن هذه المعلومة المتعلقة ببيان الرئاسة السورية لم تنقلها سوى وسائل إعلام وصفحات تابعة للحركة الانفصالية على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما لم تشر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أي “بيان رئاسي” من هذا القبيل. وفي المقابل، ذكرت وزارة الخارجية السورية بالفعل بياناً، لكنه تعلق برفض سلطات دمشق “أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية”.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني مغربي لوسائل إعلام بأن جبهة البوليساريو، شأنها شأن الجزائر، معتادة على نشر معلومات زائفة لأغراض الدعاية الداخلية، وأن الجبهة تجد نفسها حالياً في مأزق مع تزايد المؤيدين للحملة المطالبة بإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى.
وأضاف المصدر أن العلاقات السياسية بين المغرب والسلطات الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع جيدة، حيث تقاربت سوريا بقيادته من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وابتعدت عن إيران وحزب الله اللبناني، وهو خط سياسي يشاركه المغرب. وكشف المصدر أن مسؤولين سوريين يقومون بزيارات مكوكية بين الدار البيضاء ودمشق لإقناع معارضي نظام بشار الأسد المقيمين في المملكة منذ عقود، خاصة المستثمرين الذين يحمل غالبيتهم الجنسية المغربية، بالعودة إلى سوريا لمواكبة عملية الاستقرار الهشة.
إقرأ ايضاً
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان قد أعرب عن دعمه للتطورات الأخيرة والاستقرار في سوريا، حيث صرح وزير الخارجية ناصر بوريطة في 9 ديسمبر 2024 عن أمل الرباط في أن تحقق التطورات الأخيرة الاستقرار وتلبي تطلعات الشعب السوري. وأعقب هذا الموقف اتصال هاتفي في 30 ديسمبر بين بوريطة ونظيره السوري أسعد حسن الشيباني، ثم اجتماع بين الوزيرين في مكة المكرمة في 7 مارس الماضي. كما بعث الملك محمد السادس رسالة تهنئة إلى أحمد الشرع في 4 فبراير بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال الفترة الانتقالية.
ويرى مراقبون أن بيان البوليساريو الصادر في 5 مايو لا يختلف عن “اعتذارات” سابقة قدمتها صحيفة “واشنطن بوست” للجبهة، بعد تأكيدات للصحيفة الأمريكية في 20 أبريل حول وجود معتقلين صحراويين في السجون السورية. وبالتزامن مع هذه التحركات، ينشط مؤيدون للبوليساريو في إسبانيا لنشر مقالات في وسائل إعلام إيبيرية تندد بالحملة الرامية لتصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية، مع محاولة لتجنب انتقاد الرئيس دونالد ترامب، وهي جهود قوضها “وزير” في البوليساريو بتصريح واحد أيد فيه الأعمال الإرهابية.
