ترأس الرئيس الجزائرى؛ عبد المجيد تبون، أمس الأحد 02 شتنبر الجاري، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، الذي انعقد في خضم حملة الإنتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد نهاية الأسبوع الجاري.
وأعلنت رئاسة الجزائر انعقاد المجلس الأعلى للأمن بعد ساعات من إعلان تفكيك ما سمي “شبكة تجسس وتخابر للمس بأمن الدولة” في تلمسان تضم بحسبهم ثلاثة مغاربة، كما يتزامن الاجتماع ذاته مع الاحداث التي تشهدها الحدود الجزائرية؛ خاصة مع ليبيا.
سياسة التخويف
الخبير في العلاقات الدولية الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، يرى أن انعقاد مجلس أمن الدولة الجرائري في هذه الظروف لا يمكن فصله عن سياق الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد، خاصة أن الحملة الإنتخابية للرئيس لا تنبني على أي برنامج واضح.
على العكس من ذلك، يضيف العجلاوي في تصريح أن الحملة الإنتخابية في الجزائري في الوقت الراهن يغلب عليها التهريج؛ الذي يمثله رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، على سبيل المثال.
وتهدف خطوة انعقاد المجلس الأعلى للأمن بالجزائر في هذه الظروف، بحسب الباحث في العلاقات الدولية، إلى تخويف الشعب الجزائري؛ خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها هذه الخطوة؛ حيث تم اعتمادها قبيل انتخابات 2019 كذلك؛ حين يتم تخويف الشعب بمفهوم “العصابة”، وفي انتخابات 2009 و 2014 تم تخويف الجزائريين بأحداث غرداية.
فزاعة “العسكر” في انتخابات 2024
ويوضح العجلاوي أن انعقاد المجلس الأعلى للأمن بالجزائر لا يمكن قراءته إلا في إطار سياق الإنتخابات الرئاسية ومحاولة تسليط الضوء على فزاعة جديدة لأجل تخويف الجزائريين بوجود خطر وأن البلاد تتعرض لمخاطر وتهديدات.
الفزاعة خلال هذه الإستحقاقات، وفق المتحدث، هو المغرب وحليفه الإمارات العربية وإسرائيل، وأن الجزائر تتعرض لمؤامرات أخرى من مالي والنيجر وليبيا، وتهديدات أخرى من فرنسا وإسبانيا، ومحاولة صنع “فوبيا” الخوف لدى الشعب الجزائري.
ويؤكد الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات أن النظام الجزائري مبني على سياسة التخويف، ويتم ترويج خطاب أن البلاد معرضة لمخاطر وتهديدات خارجية “لأننا دولة كبيرة واقتصادنا من بين أقوى الإقتصادات في العالم …”؛ وغير ذلك من الخطابات.
الهدف من سياسة “الفزاعة”
ويرى متحدث الصحيفة الرقمية انعقاد مجلس الأمن الجزائري يجب ربطه كذلك بسلسلة الاعتقالات التي تشهدها الجارة الشرقية؛ بالإضافة إلى ما يروجه الإعلام هناك من توقيف ما سمي “شبكة تجسس وتخابر للمس بأمن الدولة”، وكل هذه الخطوات تسعى لزرع الخوف في الرأي العام الجزائري.
ويشير العجلاوي إلى أن الهدف من تبني سياسة التخويف وابتكار فزاعة وعدو وهمي يخيف الجزائريين؛ يتمثل في تجنب نكبة مقاطعة الإنتخابات من طرف الناخبين الجزائريين وتفادي نسبة تصويت متدنية.
وخلص الباحث في العلاقات الدولية بالإشارة إلى أن انعقاد المجلس الأعلى للأمن الجزائري “لا يمكن تحميله أكثر مما يحتمل، ولا يمكن قراءته إلا في سياق الإنتخابات والرغبة في تخويف الرأي العام، وبالتالي فالأمر ليس ذي أهمية كبيرة”، وفق المتحدث.