تعتبر الحظيرة الصناعية بمدينة سلوان بإقليم الناظور نموذجا لسوء التدبير والفوضى في إخراج المشاريع الكبرى بالإقليم، حيث أن المشروع بات عنوانا للفشل في أداء أدواره.
وقد صُمّمت هذه الحظيرة وفق تصور خلاق لجيل جديد من الحظائر الصناعية المندمجة المخصصة لاستقبال المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في قطاعات الصناعات الخفيفة والتكنولوجيا ذات القيمة المضافة المرتفعة والصناعات غير الملوثة واللوجيستيك الصناعي إضافة إلى الخدمات الموازية (الصيانة، التأمين ومكاتب الدراسات).
الملاحظ أن كل هذا لا أثر له على الأرض، فالحظيرة الصناعية سلوان تحولت إلى مستودع سلع لا غير، في حين تغيب الوحدات الإنتاجية من هذه المنطقة، بشكل يثير التساؤلات حول طريقة تدبير هذا المرفق.
ويبدو أن عقلية أصحاب الرساميل بالناظور كان لها بالغ الأثر في خلق بيئة غير صحية في المنطقة الصناعية بسلوان، حيث أن هذه الفئة تميل نحو شراء العقار واحتكاره، وانتظار فرصة ارتفاع ثمنه ليدخلوا السوق حينئذ بطريقة لا تنسجم مع الأهداف التي تم خلق الحظيرة لأجلها.
إقرأ ايضاً
إن احتكار العقار داخل الحظيرة الصناعية واتخاذ جزء كبير منها مستودعات للسلع أدى إلى تغييب المشاريع البنيوية المهيكلة، التي تم خلق المنطقة لأجلها والتي تعد كفيلة بإنعاش تشغيل الشباب والكفاءات.
جدير بالذكر أن هذه الحظيرة، التي عُهد بأشغال تهيئتها إلى شركة “ميد-زد”، أحد فروع مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير- تنمية منطقة صناعية ومنطقة للخدمات ومنطقة لوجيستيكية وأخرى تجارية وفضاء للمقاولات الصغرى والمتوسطة إلى جانب فضاء للتكوين والبحث والتطوير.
