الخطر الجزائري الليبي يقترب من المغاربة؟

29 مارس 2025آخر تحديث :
الخطر الجزائري الليبي يقترب من المغاربة؟


أسراب الجراد بدأت بالاقتراب من واحات الجنوب الشرقي، مما استدعى استنفاراً بيئياً وجهوداً متواصلة من السلطات المحلية لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد الغطاء النباتي والثروة الحيوانية في المنطقة. وفقاً لتقرير نشرته يومية “الأخبار”، فإن جمعيات بيئية أطلقت تحذيرات بشأن استعمال مبيدات كيميائية محظورة دولياً لما لها من آثار ضارة على البيئة وصحة الإنسان. وأعربت جمعية “أصدقاء البيئة” تحديداً عن قلقها من احتمال العودة لاستخدام هذه المبيدات، التي سبق أن استخدمت في الثمانينات والتسعينات لمكافحة الجراد، وتسببت آنذاك في تدهور الأنظمة البيئية الهشة، خصوصاً في محمية بحيرة “إريقي” والمناطق الصحراوية التي تحتضن أنواعاً نادرة من الحيوانات مثل الغزلان والنعام.

الجريدة أوضحت في مقالها أن الجمعية شددت على خطورة تسرب تلك المواد السامة إلى التربة والمياه الجوفية، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية مباشرة على صحة السكان المحليين والثروة الحيوانية والنباتية. لذلك دعت إلى اعتماد حلول أكثر أماناً، مثل المبيدات البيولوجية والعضوية، التي تُعتبر أقل ضرراً مقارنةً بالمبيدات الكيميائية المحظورة.

كما نقلت الجريدة تصريحات جمال أقشباب، رئيس جمعية “أصدقاء البيئة”، الذي أكد أن الجراد بدأ بالغزو مناطق قريبة من جماعة زاكورة، مثل منطقة “الشكاكة” غرب امحاميد الغزلان، مشيراً إلى ضرورة التحرك بشكل سريع لمواجهته. وأوضح أيضاً أهمية تفادي الأخطاء البيئية التي حدثت في الماضي والتي كلفت المنطقة خسائر كبيرة. فاستعمال المبيدات السامة سابقاً تسبب في تدهور التنوع البيولوجي والتأثير على الغطاء النباتي والحيوانات والطيور وحتى الفرشة المائية التي يعتمد عليها السكان المحليون.

إقرأ ايضاً

أقشباب أشار إلى وجود اتفاقيات دولية تمنع استخدام أنواع معينة من المبيدات حتى في حالات الطوارئ البيئية، مشدداً على أن مواجهة أزمة الجراد لا يمكن أن تكون على حساب خلق أزمة بيئية أخطر. وطالب بضرورة شفافية السلطات المعنية فيما يتعلق بالمواد المستخدمة في مكافحة الجراد، داعياً إلى تعزيز الرقابة وضمان جودة المبيدات المستعملة حفاظاً على صحة الإنسان والبيئة معاً.

وفي ظل الظروف الحالية التي تشهد فيها المنطقة تساقطات مطرية مهمة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، أسهمت في انتعاش الغطاء النباتي والثروة الحيوانية، فإن أي قرار باستخدام مواد كيميائية خطيرة قد يقوض المكتسبات البيئية المحققة. الفاعلون البيئيون أوصوا بضرورة اختيار المبيدات بعناية وبالتنسيق بين وزارتي الفلاحة والداخلية من أجل اتخاذ تدابير وقائية فعالة لا تمس سلباً السكان أو البيئة. كما أكدوا أن الحلول المستدامة تُعتبر النهج الأنسب لحماية الموارد الطبيعية والتصدي لآفة الجراد دون الإضرار بالتوازن البيئي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق