الذكاء الصناعي الى حل مشكلة كبيرة لدى الاطفال؟

31 مارس 2025آخر تحديث :
الذكاء الصناعي الى حل مشكلة كبيرة لدى الاطفال؟


كشف تحليل حديث يعتمد على الذكاء الاصطناعي عن ضرورة إعادة تقييم معايير تشخيص اضطراب التوحد، حيث تعتمد المعايير الحالية بشكل أساسي على التقييم السريري بدلاً من استخدام اختبارات بيولوجية دقيقة.

تقوم عملية التشخيص الحالية للتوحد على معايير محددة وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، والتي تتضمن فئتين رئيسيتين: الأولى تركز على السلوكيات النمطية والمتكررة، بينما تركز الثانية على التحديات المتعلقة بالتواصل والتفاعل الاجتماعي. مع ذلك، يتمحور التشخيص في النهاية حول التقديرات الشخصية للأطباء وخبراتهم، مما يؤدي إلى تباينات كبيرة في النتائج.

في محاولة لاختبار دقة هذه المعايير، أجرى فريق من الباحثين تحليلاً شمل أكثر من 4200 تقرير سريري لأطفال ناطقين بالفرنسية من مونتريال، كندا. استُخدمت نماذج لغوية متقدمة للتنبؤ بنتائج التشخيص، مما ساعد على تحديد النصوص الأكثر صلة بالحالات التي شُخِّصت بالتوحد. وقد أتاح ذلك إمكانية مقارنة نتائج التحليل مع المعايير التشخيصية الحالية.

أظهرت النتائج أن بعض معايير التفاعل الاجتماعي، مثل التواصل غير اللفظي والتبادل العاطفي، لم تكن مرتبطة بشكل كبير بتشخيص التوحد. في المقابل، برزت السلوكيات المتكررة والاهتمامات الضيقة كعوامل أكثر ارتباطاً ودقة في الكشف عن الحالة، مما يطرح تساؤلات حول ضرورة تعديل الطريقة الحالية لتشخيص التوحد.

وأشار الباحثون إلى أن التركيز الكبير على العناصر المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي قد يكون أحد أسباب ارتفاع معدلات تشخيص التوحد في الدول المتقدمة. ويرون أن تسليط الضوء على السلوكيات النمطية قد يكون أكثر فاعلية وأقل استنزافاً للوقت والموارد، مما قد يقلل من طول فترات الانتظار للحصول على التشخيص. هذا التبسيط يمكن أن يساهم في تيسير الوصول إلى التدخلات العلاجية المبكرة، وهو عامل حاسم لتحسين جودة حياة الأفراد المصابين وتخفيف العبء على أنظمة الرعاية الصحية.

إقرأ ايضاً

دانيلو بزدوك، عالم الأعصاب في معهد “نيورو” ومعهد كيبيك للذكاء الاصطناعي (ميلا) والمؤلف الرئيسي للدراسة، أوضح قائلاً إن تقنيات النماذج اللغوية المتقدمة قد تتيح مستقبلاً إعادة تعريف مفهوم التوحد ومعاييره التشخيصية.

بدوره، أكد لوران موترون، الباحث السريري في جامعة مونتريال ومشارك في الدراسة، أن هذه المقاربة المعتمدة على البيانات تقدم إضافة قيّمة تتكامل مع الجهود السابقة التي اعتمدت أساساً على تقييمات لجان الخبراء والخبرة البشرية.

وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “Cell”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق