في إطار مساعي المغرب لتعزيز شبكته الحديدية عالية السرعة، يشهد مشروع الخط الرابط بين القنيطرة ومراكش تطورًا مهمًا، حيث أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية عن اختياره لتحالف يتكون من ثلاث شركات صينية رائدة. هذا التحالف سيتولى مهمة توريد أجهزة مسار السكة الحديدية، المعروفة تقنيًا باسم “appareils de voie”، والتي تُعتبر ركيزة أساسية في البنية التحتية للقطارات فائقة السرعة، لما لها من دور حيوي في تغيير مسارات القطارات وتوزيعها بفعالية وأمان.
تصميم الصفقة جاء في شطرين متكاملين، ضمن رؤية استراتيجية ترمي إلى تسريع وتيرة التنفيذ، مع ضمان أعلى معايير الجودة والسلامة. الكلفة الإجمالية لهذه الصفقة بلغت حوالي 150 مليون درهم، ما يعكس حجم الاستثمار المغربي الطموح في تطوير أنظمة النقل السككي، وحرصه على تقليل الضغط على الشبكات التقليدية وربط المدن الكبرى بصورة أكثر كفاءة وسرعة.
اختيار التحالف الصيني لم يكن اعتباطيًا، بل جاء بعد تقييم دقيق للعروض المقدمة من الناحية التقنية والمالية. تُعد الشركات المُشاركة في هذا التحالف من أبرز الأسماء في مجال تصنيع أجهزة المسارات للقطارات فائقة السرعة، وهو ما يعزّز الثقة في قدرتها على دعم البنية التحتية للخط الجديد. هذه التجهيزات المنتظرة ستلعب دورًا محوريًا في تحويل تجربة النقل السككي بين شمال المغرب وجنوبه، إلى مستوى جديد من السرعة والراحة.
إقرأ ايضاً
مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة – مراكش يُعَد امتدادًا طموحًا لمشروع “البراق” الذي يربط طنجة بالدار البيضاء حاليًا، وهو تجسيد لرؤية المملكة الرامية إلى تقديم حلول نقل مستدامة تُقلّص المسافات الزمنية بين المدن وتعزز الاقتصاد والسياحة بشكل غير مسبوق. كما لا تُقتصر فوائد المشروع على النقل فقط، بل تشمل خلق فرص عمل جديدة وتنشيط الصناعات المرتبطة بالنقل السككي، بما فيها البناء، التجهيز والصيانة.
هذا المشروع ليس مجرد بنية تحتية عادية، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل المغرب الذي يسعى لأن يكون أحد روّاد النقل الحديث في القارة السمراء، وجعل الربط بين المدن الكبرى خطوة نحو تنمية اقتصادية شاملة.
