حققت السياحة الوطنية، في المجمل، أرقاماً قياسية تاريخية في سنة 2024، بحيث بلغ عدد الوافدين على المملكة 17,4 ملايين سائح، أي بزيادة نسبتها 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي. غير أن تفاصيل هذه الأرقام مازالت تثير الجدل، وخاصة في ما يتعلق بالسياحة الداخلية ومساهمة المغاربة في إنعاش القطاع السياحي لبلادهم.
وفي هذا الصدد، كان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أفاد بداية هذا الأسبوع بمجلس النواب، بأن السياحة الداخلية سجلت 8.5 مليون ليلة مبيت للمواطنين المغاربة في الفنادق المصنفة خلال سنة 2024، وهو ما يمثل 30 في المائة من مجموع ليالي المبيت.
واعتبر أخنوش، خلال عرض برسم جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية حول السياسة العامة تناول موضوع “التوجهات الكبرى للسياسة السياحية بالمغرب”، أن “السائح المغربي احتل المرتبة الأولى، متفوقا بذلك على كل الجنسيات الأجنبية”، مبرزا أن هذه النسبة تعكس الدور المحوري للسائح الوطني في دعم انتعاش القطاع السياحي.
وتفاعلاً مع هذه المعطيات، اعتبر الخبير في القطاع السياحي، الزوبير بوحوت، أن السياحة الداخلية في المغرب تراجعت مع ذلك في سنة 2024 مقارنة بالسنة التي قبلها.
ولا يكف سياح مغاربة عن التعبير عن تذمرهم من العرض السياحي الداخلي، بحيث يؤكد الكثير منهم أن كلفة السياحة الداخلية تقوث في الكثير من الأحيان متطلبات السياحة بالخارج، وخصوصا ببعض الوجهات الأوروبية، بالنسبة للمستهلك المغربي، وهو ما يدفع الكثيرين إلى تفضيل هذه الأخيرة.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير، ، أنه “ليس من قبيل الاكتشاف الجديد أو الانجاز الطارئ احتلال السائح المغربي للمرتبة الأولى في تزويد القطاع السياحي الوطني، فهذا واقع الحال منذ سنة 2014”.
إقرأ ايضاً
وفصل بأن تداعيات الأزمة العالمية على أوروبا خلال منتصف العقد الماضي تسببت في تراجع السياحة الدولية، ومنذ سنتي 2012/2013 الحين لم يعد السياح الفرنسيون في طليعة الجنسيات السائحة بالمغرب، وحل محلهم السياح المغاربة”.
وشدد على أن السياحة الداخلية لطالما لعبت دورا أساسيا في دينامية القطاع السياحي المغربي، ولاسيما في أوقات الأزمات. “فبعد هجمات 11 شتنبر 2001 وتفشي وباء “سارس”، الذي أثر بشدة على السياحة العالمية، شهد المغرب انخفاضًا كبيرًا في عدد السياح الأجانب وليالي المبيت”.
“تفاعلا مع ذلك، أطلقت الحكومة مبادرة ‘كنوز بلادي’ في سنة 2003 بهدف تعزيز السياحة الداخلية. ورغم أن النسخة الأولى اتسمت بصعوبات عديدة، بما في ذلك انخفاض انخراط المهنيين وهجمات الدار البيضاء الإرهابية، فقد أظهرت الحملة علامات تحسن منذ سنة 2004” يضيف بوحوت.
وخلال السنوات التالية، واصلت معدلات ليالي المبيت للمقيمين ارتفاعها خاصة بعد الأزمة المالية العالمية، وذلك بفضل برامج من قبيل النسخة الثانية من “كنوز بلادي” في عام 2009 والثالثة في عام 2012.
واعتبر بوحوت أنه “بفضل الزيادة في عدد الوافدين من المغاربة المقيمين بالخارج، وكذا ديناميات السياحة الداخلية، صمد القطاع في وجه الاضطرابات، مسجلاً نموًا كبيرًا في عدد ليالي المبيت للمقيمين والأجانب بين عامي 2000 و2019”.

بسبب السياحة الجنسية يا جدك