الكشف عن سبب تراجع الحسن الثاني عن انشاء قصر في الناظور؟

6 فبراير 2025آخر تحديث :
الكشف عن سبب تراجع الحسن الثاني عن انشاء قصر في الناظور؟

أصدر المكلف بمهمة بالديوان الملكي بنعلي المنصوري، مؤخرا، مذكراته التي عنونها بـ “خطواتي على درب الزمن”.

بنعلي المنصوري هو مكلف بمهمة بالديوان الملكي برتبة وزير ، وهو شقيق ميمون المنصوري القائد السابق للحرس الملكي ، ومصطفى المنصوري سفير المملكة الحالي بالسعودية.

المنصوري بنعلي، شغل عددا من المناصب الحكومية خلال عهد الحسن الثاني منها وزير السياحة في حكومة أحمد عصمان، ووزيرا للشؤون الإدارية والوظيفة العمومية، ثم وزيرا للنقل، قبل إلحاقه بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وهي المهمة التي ما زال يتقلدها حتى الآن.

بنعلي المنصوري، يكشف في مذكراته كيف أن الملك الراحل الحسن الثاني ، رفض هدم قبر ولي صالح بالناظور لبناء القصر الملكي.

و يقول بنعلي المنصوري في مذكراته : ” كان الملك الحسن الثاني في بداية سنوات الستين من القرن الماضي يتخذ من مدينة طنجة مقرا لقضاء عطلته الصيفية ، وكان يطلق عليها العاصفة الصيفية و دار في خلدي هذا السؤال : لم لا تكون لجلالته إقامة أخرى في مدينة الناظور”.

و يسرد بنعلي كيف تحين الفرصة لمفاتحة الملك الراحل لبناء قصر بالناظور ليكون مستقرا له خلال زياراته لمنطقة الريف، ليرد عليه الحسن الثاني بالقول : “إن زياراتي لمنطقة الريف ليست منتظمة و لذلك لم أحرص على بناء قصر هناك”.

إقرأ ايضاً

بنعلي المنصوري، يضيف أنه رد على الملك الراحل بالقول : “إن وجود قصر ملكي في منطقة الريف له دلالته الرمزية العميقة و قد سبق يا صاحب الجلالة أن بنى أحد أجدادكم من الملوك العلويين قصرا بالمنطقة في اقليم الناضور فلماذا لا يكون لجلالة الملك قصر في نفس المنطقة ؟ بدا نوع من الاهتمام من طرف جلالته”.

و يقول المنصوري : “كنت على علم بوجود منطقة في مدينة الناضور على درجة عالية من الجمال الطبيعي بإطلالتها على البحر من جهات ثلاث ، وهي شبه جزيرة يطلق عليها سكان المدينة “الكدية” وتقع داخل بحيرة الناظور المسماة مارتشيكا اتصلت بصديقي الجنرال حسني بنسليمان وطلبت منه أن يزودني بصورة ملتقطة من الجو لذلك الموقع. و بمجرد توصلي بالصورة المطلوبة عرضتها على جلالة الملك فأمرني أن أصحب معي المهندس المعماري الفرنسي ميشال بانسو للوقوف على ذلك الموقع في عين المكان. رافقني المهندس الفرنسي إلى إقليم الناضور دهش الجمال المكان المطل على البحر، وتُرى منه مدينة مليلية عن اليسار، ومدينة الناضور عن اليمين، وبينهما البحر الأبيض المتوسط والبحيرة مارتشيكا”.

و يضيف بنعلي المنصوري : “عدنا إلى الرباط، وقدم السيد بانسو رأيه حول الموقع، مبدياً إعجابه بما رأى ! فأمره جلالة الملك بأن يشرع في التفكير لوضع اقتراحات للتصاميم التي تصلح للبناء في تلك المنطقة.
هناك أمر حصل في ذلك الموقع، حينما كان المهندس «پانسو» يصحبني . ماذا حصل ؟ حينما كنا داخل ذلك المكان، وكان خاليا لا يرتاده أحد، فإذا بي أرى شخصا في زاوية بعيدة، وحينما تقدمنا في سيرنا، ناديت عليه، وسألته إن كان ساكنا في هذا الموقع ؟ فبسط أمامي سبب وجوده هناك. لقد أخبرني بوجود ضريح قديم لولي صالح، في إحدى زوايا المكان الذي نوجد فيه، وأنه يقوم بما تتطلبه شؤون ضريح هذا الولي، من حراسة وعناية إلخ… ثم سألته إن كان التردد على زيارة هذا الضريح القديم كبيراً ؟ فجاء جوابه بأن تلك الزيارات، لا تتم إلا في حدود ضيقة جدًّا.”

وزاد المنصوري في مذكراته يقول “أخذتُ الأمر في الاعتبار، حتى إذا انتهى حديث جلالة الملك مع المهندس پانسو، وإخباره بالشروع في وضع تصاميم القصر المزمع بناؤه، تقدمت إلى جلالته وخاطبته بقولي: إذا سمح جلالة الملك، فإنني أرغب في إضافة شيء ما إلى هذا الموضوع. أفسح لي الملك مجال القول، فأطلعته على ما من وجود ضريح قديم لولي صالح في المكان المقترح لبناء القصر الملكي وأنه يوجد على حدود الكذية بحيث لا يسبب أي مانع لبناء القصر ! ما أن سمع جلالة الملك بوجود ضريح ولي صالح، حتى أمرني – رحمه الله – بصرف النظر عن بناء القصر في ذلك المكان الذي ارتأى جلالته أن يبقى محتفظا بإهابه الروحي، مجللاً بذلك النفس الديني الذي يُخيم على المكان”.

و يقول المنصوري ، أن ما صدر عن الملك الحسن الثاني في هذا الموقف “لم يكن أمراً مفاجئاً لي، لما أعرف عن جلالته ويعرفه المغاربة كذلك، من تشبعه بتلك الروحانية العميقة التي نلمسها جميعا في مظاهر عديدة من حياة أمير المؤمنين”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق