المعطيات التي أدلت بها ستة نزيلات هاربات من مركز الإيواء الزيات بفاس العتيقة لشرطة الأحداث بولاية أمن فاس حول أوضاع المركز صادمة، تورد المصادر لـ”كشـ24″.
قضية هذا المركز تفجرت بعدما تم العثور على ست قاصرات في خلاء يعشن ظروفا مزرية في ما يشبه “الغار” بالقرب من حديقة عمومية تم إنشاؤها حديثا بمنطقة واد فاس.
القاصرات ينحدرن من مدن مختلفة، ومنها أساسا الدار البيضاء وسلا، إلى جانب مدينة فاس نفسها. وقادتهن ظروف التفكك العائلي إلى الشارع، قبل أن تتم إحالتهن على المركز.
لكنهن تحدثت على أنهن أجبرن على الهروب الجماعي من هذه المؤسسة بسبب ما اعتبرنه إساءة معاملة. ولجأن إلى مكان مهجور للعيش فيه في وضعية مزرية.وتعرضت إحداهن لاحتجاز واغتصاب واعتداءات جنسية متكررة.
قضية هؤلاء الفتيات اللواتي يعشن أوضاع هشاشة استنفرت السلطات القضائية والأمنية المختصة. فقد تم توقيف المتهم في هذه القضية.
وكشفت التحقيقات والأبحاث الأولية على أن هذا الأخير كان يجبر الضحية على ممارسة الجنس معه، ويهددها بإجبارها على ممارسة الجنس مع كلبه في حالة رفضها لطلبه.
إقرأ ايضاً
لكن الصادم هو أن القاصرات رفضن العودة إلى هذا المركز. بل إن إحداهن هددت بالانتحار في حال تمت إعادتها إليه، وهو ما يستدعي فتح تحقيق في ملابسات هذا الهروب الجماعي.
الضحية التي تعرضت للاحتجاز والاغتصاب أوردت في تصريحاتها أنها حكت بعد عودة لأيام معودة للمركز ما تعرضت له، لأطر من المركز، لكنه تم تجاهل تصريحاتها الصادمة. ولم يتم تبليغ الجهات القضائية والأمنية المختصة، حسب المصادر التي أثارت الانتباه إلى النقص الفظيع الذي تعرفها مراكز الإيواء في المدينة، في وقت يسجل فيه ارتفاع في حالات أطفال يعانون التشرد.
الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد والتي تقف وراء تفجير هذا الملف، قالت إنها قامت بنقل الفتيات لمقر الجمعية الذي يتواجد به مركز خاص بالمرافقة والارشاد والدعم القانوني والنفسي للمرأة والفتاة في وضعية صعبة.
وبعد الاستماع لهن وفتح ملفات خاصة بهن، حاولت تقديم المساعدة المتمثلة في نظافة الجسم التي سهرت عليها مرافقة خاصة بالجمعية وتقديم وجبات غذائية ولباس نظيف.
كما باشرت رئيسة الجمعية اتصالاتها بالمسؤولين المختصين في قضايا الاحداث ومحاولة ايجاد حل يضمن كرامتهن، بعدها تم تكليف مرافقتين للمبيت معهن في منزل خاص بمعية المرافقتين وكذلك من أجل تعميق الاستماع لهن ودعمهن نفسيا، تسجل الجمعية، في بيان لها.
