المغاربة ضيعوا فرصا كثيرة طيلة سنوات مع هذه القوة العظمى؟

21 أكتوبر 2024آخر تحديث :
المغاربة ضيعوا فرصا كثيرة طيلة سنوات مع هذه القوة العظمى؟

عقدان من الزمن بعد توقيع المغرب والولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية للتبادل الحر، لتصبح المملكة البلد الأول والوحيد في القارة الإفريقية الذي يحظى باتفاق من هذا النوع مع “أقوى اقتصاد في العالم”؛ تُثار أسئلة حول جدوى هذه الاتفاقية، ومدى استفادة المغرب من هذا “الامتياز”، لا سيما بعد التصريحات الأخيرة لوزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.

وخلال حفل نظمته غرفة التجارة الأمريكية بالمغرب منذ بضعة أيام، بمناسبة حلول الذكرى العشرين لتوقيع الاتفاقية في سنة 2004، والتي دخلت حيز التنفيذ بعد قرابة عامين من ذلك التاريخ، لم يُخفِ وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، رغبة المملكة في إعادة تقييم الاتفاقية، سعياً إلى تحقيق “توازن تجاري أكثر عدلا بين البلدين”.

كفة الولايات المتحدة بالميزان التجاري تميل

ولفت الوزير إلى أن صادرات المغرب نحو الولايات المتحدة ما تزال ضعيفة مقارنة بوارداته من بلاد العم سام، وذلك بالرغم من تضاعف حجم التجارة بين البلدين بمعدل 2,5 إلى 3 مرات في العقدين الماضين.

المُعطيات المتاحة حول العلاقات التجارية بين البلدين تؤيد ملاحظة مزور، فوفقا لمرصد التعقيد الاقتصادي، “The Observatory of Economic Complexity” الأمريكي، صدّرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى المغرب ما قيمته 4,34 مليار دولار في سنة 2022. وتصدر الغازُ المنتجاتِ الواردة على المملكة من الولايات المتحدة بقيمة 1,46 مليار دولار. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زادت صادرات الولايات المتحدة إلى المغرب بمعدل سنوي بلغ 10,6 في المئة، من 2,63 مليار دولار في سنة 2017 إلى 4,34 مليار دولار في سنة 2022.

من جهة ثانية؛ صدَّر المغرب 1,67 مليار دولار إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي مقدمة المنتجات التي صدَّرتها المملكة إلى واشنطن جاءت الأسمدة المعدنية والكيميائية (347 مليون دولار). وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زادت صادرات المغرب إلى الولايات المتحدة بمعدل سنوي بلغ 7,08 في المئة، من 1,19 مليار دولار في سنة 2017 إلى 1,67 مليار دولار في عام 2022.

يتضح من الأرقام السالفة التباين الكبير في وتيرة نمو المبادلات بين البلدين على مدى السنوات الخمس الماضية، وكذا العجز التجاري الذي يعانيه المغرب في تجارته مع أمريكا والبالغ حوالي 2,6 مليار دولار أمريكي.

ضعف الكفاءات المغربية وإهمال الجانب الاستثماري من الاتفاقية

يرى الأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، إدريس الفينة، في تحليله للعجز التجاري المغربي إزاء الولايات المتحدة، أن “داء العطب قديم”، إذ إن “الأشخاص الذين سهروا على صياغة الاتفاقية من الجانب المغربي آنذاك لم يكونوا من ذوي الكفاءة في مجال التجارة الدولية”.

وأضاف، مؤلف كتاب “تأمين مستقبل أميركا: التحديات الاقتصادية والطريق إلى الإصلاح”، الذي نال تقدير “متميز” من قبل جامعة هارفاد مؤخرا، أنه “تم اختيار مجموعة من الموظفين بوزارات معينة (المالية والفلاحة…) ووضعهم في مواجهة غير متكافئة مع جهابذة الاقتصاديين الأمريكيين”.

وتابع، في تصريح بأن المغرب فشل منذ ذلك الحين في استغلال محتوى الاتفاقية، لأنها، وبخلاف الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، تتضمن جانبا تجاريا وآخر استثماريا، لم يتم استغلاله على الإطلاق.

وقال الخبير الاقتصادي: “كان بوسع المغرب مثلاً استغلال حظوته بهذه الاتفاقية لجلب استثمارات من بلدان أخرى وتصديرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر البوابة المغربية، وسيجني من ذلك مكاسب كبيرة”.

وثمّن الفينة الاتفاقية باعتبارها “امتيازا كبيرا للمغرب”، ذلك أن “الولايات المتحدة الأمريكية أقوى اقتصاد في العالم، وليس من عادتها إبرام هذا النوع من الاتفاقيات إلا نادراً”، مستطردا: “لكننا نحتاج إلى كفاءات، من وزراء ومفكرين واقتصاديين قادرين على دفع المغرب نحو استغلال الاتفاقية والاستفادة من الاقتصاد الأمريكي كما ينبغي”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • Smartis
    Smartis منذ أسبوعين

    اش باقي بغيتي تصدر؟؟ واش عندك ما تصدر؟؟ البلاد كلها خويتوها، المغاربة مساكن تياكلو الخضر والفواكه الخامجة بثمن خيالي، اتقو الله فهذ الشعب راه خرجتوا علينا الله ينتقم منكم. الاطفال الصغار والشيوخ اغلبهم يعاني من اعراض سوء التغذية مثل فقر الدم وهشاشة العظام والهزال الشديد، وهذشي كلو بسبب السياسات الفاشلة ديااكم.
    كل شعوب العالم تعتني بمواطنيها لانها تعلم ان الشعب هو الثروة الحقيقية والضامن الوحيد للتنمية الا المغرب، حطيتو الشعب تحت الصباط وخليتوه تيعاني من الجوع والجهل والتخلف والفقر. حتى لين؟؟
    امريكا و اسرائيل صعيبة عليكم بالزاف وماغاديش تقدروا عليهم وما غادي يجينا منهم الا الخراب.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق