المغرب يتزعم ثورة افريقية من نوع غريب؟

5 أبريل 2025آخر تحديث :
المغرب يتزعم ثورة افريقية من نوع غريب؟


في خطوة تعبّر عن رؤية طموحة لإحداث تغيير جذري في النظام الصحي بالقارة الإفريقية، قامت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة بعقد شراكة استراتيجية مع شركة “جينوميا إم داتا” الكندية، الرائدة في مجال الطب الدقيق والتشخيص الجيني، بهدف بناء منظومة صحية أكثر تخصصاً وابتكاراً تلبي احتياجات سكان إفريقيا.

تأتي هذه المبادرة ضمن جهود القارة السمراء لتعزيز استقلاليتها الصحية عبر تطوير حلول طبية تستند إلى الخصائص الجينية الفريدة لسكانها، بعيداً عن الاعتماد على النماذج العلاجية المستوردة.

تهدف الشراكة إلى تأسيس “قطب مندمج للطب الدقيق”، يرتكز على ثلاث ركائز رئيسية: التكنولوجيا المتقدمة والخبرات العلمية التي توفرها الشركة الكندية، شبكات البحث والبنية التحتية الطبية التي تمتلكها مؤسسة محمد السادس، وأكبر قاعدة بيانات جينية شاملة في القارة الإفريقية التي ستشكل الدعامة العلمية للكثير من الدراسات المستقبلية.

يشمل المشروع عدة مبادرات طموحة أهمها تحديث البنك البيولوجي التابع للمؤسسة المغربية ليصبح مرجعاً جينياً على مستوى القارة، إطلاق “مشروع الجينوم الإفريقي”، الذي يعد أكبر حملة لتسلسل الجينات لفهم التركيبة الجينية لسكان إفريقيا، إنشاء شبكة مراكز للتشخيص الجيني في مختلف الدول الإفريقية، وتطوير منصة رقمية تربط بين الأطباء والباحثين لتوفير علاجات مصممة على أساس التركيبة الجينية للسكان.

ويطمح الشركاء إلى تحقيق أهداف جوهرية بحلول عام 2030، من بينها تقليص فترة تشخيص الأمراض النادرة بنسبة 30%، توفير علاجات مبتكرة لأكثر من خمسة ملايين مريض إفريقي، وخفض تكاليف الرعاية الصحية بنسبة 25% من خلال تعزيز نظم التشخيص المبكر والتدخل الفعال.

إقرأ ايضاً

وفي تعليق حول المشروع، أشار الدكتور خالد الريسوني، المدير العلمي لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، إلى أن هذه الشراكة “تشكل نقطة تحول تاريخية للطب الإفريقي، حيث ننطلق من مجرد استهلاك الحلول الصحية إلى إنتاجها وابتكارها”. أما مايكل جينوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة جينوميا، فقد أوضح أن اختيار المغرب ليكون مركزاً إقليمياً لهذا المشروع يستند إلى بنيته التحتية المتقدمة وموقعه الاستراتيجي كحلقة وصل بين إفريقيا والعالم.

رغم الآفاق الواعدة لهذا التعاون، تواجه المبادرة تحديات ملحوظة أبرزها توحيد المعايير والبروتوكولات الطبية بين دول القارة، نقص البنية التحتية في بعض المناطق، وقلة الكفاءات المتخصصة في الطب الجيني، مما يتطلب استثمارات ضخمة في التدريب وتأهيل الخبرات المحلية.

يشكّل هذا التحالف حجر الأساس لتحوّل إفريقيا إلى شريك رئيسي في إنتاج الحلول الصحية المبتكرة، ويعزز مكانتها على الخارطة العالمية للطب خلال السنوات المقبلة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق