المغرب يسبق العالم و يقتحم صناعة وقود المستقبل ؟

9 مايو 2025آخر تحديث :
المغرب يسبق العالم و يقتحم صناعة وقود المستقبل ؟

أريفينو.نت/خاص

أظهرت دراسة حديثة لمجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) أن المغرب يمتلك مؤهلات فريدة ليصبح لاعباً محورياً في مجال وقود الطيران المستدام (SAF)، الذي يُعد حلاً تكنولوجياً رئيسياً لخفض البصمة الكربونية لقطاع الطيران العالمي.

ورغم أن اعتماد هذا الوقود لا يزال بطيئاً على الصعيد العالمي، حيث لم يمثل سوى 0.3% من إجمالي وقود الطائرات المستخدم في عام 2024، تطمح المملكة إلى تحقيق الريادة في هذا القطاع الواعد.

وتستند هذه الطموحات، وفقاً للدراسة، إلى مجموعة من المزايا الهيكلية التي يتمتع بها المغرب، تشمل وفرة مصادر الطاقة المتجددة، وبنية تحتية مطارية بمواصفات دولية، وطموحاً قوياً في مجال الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى موقع استراتيجي على أبواب أوروبا.

ونقل التقرير عن مسؤول في المجموعة الاستشارية قوله إن “المملكة تمتلك كل المقومات لتصبح فاعلاً رئيسياً في مجال الطيران النظيف”، مشيراً إلى قدرة المغرب على استباق التحولات الصناعية الكبرى.

ورغم أن الدراسة تشير إلى مفارقة عالمية تتمثل في إيمان 80% من الشركات بقدرتها على تحقيق أهداف وقود الطيران المستدام لعام 2030، بينما لا تشعر سوى 14% منها بالاستعداد الفعلي، فإن هذا الوضع يمثل فرصة للمغرب.

إقرأ ايضاً

ففي ظل حذر شركات الطيران والمطارات من الاستثمار المكثف حالياً، يمكن للمملكة، من خلال تهيئة بيئة استثمارية مواتية تشمل حوافز ضريبية وتمويلاً أخضر وتحالفات صناعية، أن تجتذب الاستثمارات وتحقق انطلاقة استراتيجية.

ولتحويل هذه الإمكانات إلى نجاح ملموس، حددت مجموعة بوسطن الاستشارية ثلاثة محاور عمل ذات أولوية للمغرب: أولاً، توحيد جهود الفاعلين من القطاعين العام والخاص حول خارطة طريق واضحة، على غرار المبادرات الأوروبية لإدماج وقود الطيران المستدام. ثانياً، إطلاق مشاريع صناعية تجريبية مرتبطة بالمراكز اللوجستية في البلاد، بدعم من شركاء تكنولوجيين دوليين.

وثالثاً، خلق بيئة استثمارية جاذبة عبر تسعير الكربون، وعقود شراء مضمونة، وتسهيل الوصول إلى التمويل المناخي.

وشددت الدراسة على أن الدول التي تبادر بالتموقع في هذا السوق الناشئ ستستفيد من تأثير الحجم بشكل حاسم. ورغم أن إنتاج وقود الطيران المستدام، خاصةً الوقود الإلكتروني المعتمد على الهيدروجين الأخضر والكربون الملتقط، لا يزال مكلفاً، فإنه مرشح ليصبح المعيار مستقبلاً. وخلصت الدراسة إلى أن المغرب، بفرضه نفسه رائداً إقليمياً في هذا المجال، يمتلك فرصة لتحقيق تقدم صناعي على جيرانه، وضمان استقلاله الطاقي في قطاع استراتيجي، وتقديم صورة مستقبلية واعدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق