أريفينو.نت/خاص
يتجه المغرب بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعه كفاعل رئيسي على خريطة التجارة العالمية، ويبرز مشروع ميناء الداخلة الأطلسي كأحد أهم الركائز لتحقيق هذا الطموح الاستراتيجي. هذا المشروع العملاق لا يهدف فقط إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، بل يسعى ليكون حلقة وصل محورية تربط بين قوى اقتصادية كبرى مثل الصين وروسيا، وبين العمق الإفريقي الواعد.
### “طريق الحرير” يلاقي “الدب الروسي” في “مثلث برمودا” الجديد بالداخلة: ما هي “الصفقة الغامضة” التي يعقدها المغرب مع بكين وموسكو؟
تكمن الرؤية المغربية لميناء الداخلة الأطلسي في تجاوز مفهوم الميناء التقليدي، ليصبح منصة لوجستية متكاملة قادرة على استقطاب خطوط ملاحية عالمية جديدة وتغيير مسارات التجارة التقليدية. ويُنظر إلى هذا المشروع كفرصة لربط مبادرات اقتصادية كبرى مثل “طريق الحرير” الصيني، مع التوجهات الروسية نحو تعزيز حضورها التجاري في إفريقيا، لتكون الداخلة نقطة التقاء وتلاقح لهذه المصالح المشتركة.
### من “صحراء قاحلة” إلى “مفتاح العالم”: كيف يحوّل المغرب رمال الجنوب إلى “إمبراطورية” تجارية تجذب “وحوش” الاستثمار العالمي؟
يعول المغرب على الموقع الاستراتيجي الفريد لميناء الداخلة، على الواجهة الأطلسية وبالقرب من طرق التجارة البحرية الرئيسية، لجعله مركز جذب للاستثمارات في مجالات الصناعة واللوجستيك والخدمات. ويهدف المشروع إلى خلق منطقة اقتصادية متكاملة حول الميناء، قادرة على توفير قيمة مضافة عالية وتوفير فرص عمل مهمة، مما يسهم في التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية وتحويلها إلى قطب اقتصادي منافس.
إقرأ ايضاً
### يوسف العمراني “يفكّ الشيفرة”: هل يصبح ميناء الداخلة “البوابة السحرية” لإفريقيا نحو كنوز آسيا وثروات أوروبا الشرقية؟
وفي هذا السياق، أكد السيد يوسف العمراني، في تصريحات سابقة، أن ميناء الداخلة الأطلسي يطمح إلى “تحويل الطرق البحرية التقليدية إلى شبكة متعددة الأبعاد للتعاون الاقتصادي والإقليمي”. هذا التصريح يلخص الرؤية المغربية التي ترى في الميناء أداة لتعزيز التكامل الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب، حيث يمكن للميناء أن يلعب دور البوابة الرئيسية للصادرات والواردات الإفريقية نحو الأسواق الآسيوية والأوروبية الشرقية.
### “حرب الموانئ” أم “تحالف العمالقة”؟ خبراء يكشفون “المستور” عن مستقبل “إمبراطورية الداخلة” في مواجهة “وحوش” المتوسط!
يثير مشروع ميناء الداخلة الأطلسي تساؤلات حول مستقبله وتأثيره على الخريطة المينائية الوطنية والإقليمية. وبينما يرى البعض أنه قد يشكل منافسة للموانئ القائمة، يؤكد آخرون على أهمية التكامل بين مختلف البنى التحتية المينائية المغربية، حيث يمكن لكل ميناء أن يتخصص في مجالات معينة، مما يعزز من القدرة التنافسية الشاملة للمملكة كمنصة لوجستية قارية ودولية. ويظل الهدف الأسمى هو جعل المغرب لاعباً لا غنى عنه في سلاسل التوريد العالمية، ومحركاً للتنمية المستدامة في إفريقيا.
