يرتقب أن يكون المغاربة بصفة عامة والمتخصصون في علم الفلك وهواة مراقبة السماء بشكل خاص على موعد مع حدث سنوي وفلكي بامتياز يتعلق بوصول ظاهرة شهب البرشاويات أو ما يسمى بـ”Perseids” إلى ذروتها السنوية، الأسبوع المقبل؛ وهو ما ينطبق على مختلف أقطار العالم كذلك.
وتعتبر ذروة شُهب البرشاويات، التي تتزامن مع بداية الثلث الثاني من شهر غشت من كل سنة، حدثا فلكيا سنويا يستأثر باهتمام فئات واسعة عبر العالم، خصوصا من الباحثين في علم الفلك وهواة اكتشاف عالم السماء بشكل مباشر، حيث يكون وقتَها منسوبُ “الزخات الشهابية” مرتفعا ويمكن الاطلاع عليه بالعين المجردة شريطة عدم الوجود بمكان التلوث الضوئي.
وتعد زخات شهب البرسيد من أكثر الزخات شهرة خلال العام بسبب معدلات الشهب العالية ودرجات الحرارة المعتدلة خلال الصيف. ويرتقب أن تأتي هذه الشهب هذه السنة في المقدمة بفعل توقيت مراحل القمر، حيث من المنتظر حدوث سقوط واسع لشهب البرشاويات هذه السنة، وفق مصادر علمية متخصصة.
وذكرت “سبايس”، المنصة المتخصصة في علوم الفضاء، أن زخات البرشاويات يرتقب أن تبلغ ذروتها ابتداء من مساء الـ11 من غشت الجاري، بوصولها إلى أكبر كم من بقايا المذنب سويفت تتل”، في وقت أفادت مصادر علمية أخرى متخصصة بأن ذروة الظاهرة ستستمر إلى غاية يوم الـ13 من الشهر ذاته.
في شرحه لهذه الظاهرة الفلكية، قال زهير بن خلدون، مدير المرصد الفلكي أوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “الأمر يتعلق ببرشاويات تصطدم بالغلاف الجوي وتشع لتظهر كنجوم مشعة étoiles filantes، حيث إن ارتطامها هذا بالغلاف الجوي يجعل منها شهبا”.
وأوضح بن خلدون، أن “ذروة هذه الظاهرة الفلكية ستكون هذه السنة ما بين الـ13 والـ14 من شهر غشت الجاري، حيث سيكون المغاربة بدورهم على موعد مع هذا الحدث السنوي، إذ يتوجب عليهم في الأساس التوجه إلى أماكن مظلمة ولا تعرف التلوث الضوئي”.
وتابع مدير المرصد الفلكي أوكايمدن: “يستأثر هذا الحدث باهتمام كبير، حيث لدينا بالمرصد الفلكي أوكايمدن كاميرات ترصد هذه البارشاويات وتأخذ صورا لها، إذ يكون هناك اشتغال على هذا الموضوع وما إذا كان بالإمكان أن تصل هذه البرشاويات إلى الأرض وتتحول إلى نيازك”.
كما لفت المتحدث ذاته إلى أن “المغاربة الذي يريدون مشاهدة هذه البرشاويات يجب عليهم الوجود بأماكن مظلمة، حيث يصعب رؤيتها بالعالم الحضري، خصوصا داخل المدن الكبرى؛ في حين يمكن ملاحظتها بشكل طبيعي داخل المجال القروي، وهي التي تتخذ شكل كرات نارية تخترق الغلاف الجوي”.
وذكر بن خلدون أن “ظاهرة البرشاويات أو Les Perséides بالفرنسية تعرف أوجها خلال ثلاثة أو أربعة أيام خلال السنة؛ وهو ما يتزامن مثلا مع منتصف شهر غشت، في وقت تكون في حالة طبيعية خلال ما تبقى من السنة”، موردا أن “هذه الظواهر الفلكية تجذب الكثير من الهواة والمختصين كذلك”.
وأشار مدير “مرصد أوكايمدن الفلكي” إلى أن “هناك، بطبيعة الحال، اهتماما مغربيا بهذا الموضوع، سواء من ناحية الهواية أو من ناحية العلم، في وقت يوجد مختصون في هذا الموضوع، خصوصا بمختبر الطاقات العليا وعلم الفلك بجامعة القاضي عياض بمراكش”.