أشار وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغيرة والتشغيل، يونس السكوري، إلى أن أزمة البطالة في المغرب تُعزى إلى تدهور قطاعي البناء والخدمات العامة بالإضافة إلى القطاع التجاري، التي كانت تقليديًا تستوعب الأعداد الكبيرة من العمالة الريفية المتنقلة إلى المدن. وقد شهدت هذه الأعداد زيادة بمقدار أربعة أضعاف.
وأوضح السكوري خلال ندوة حول واقع البطالة وسبل تعزيز فرص العمل في المغرب، والتي عُقدت اليوم الأربعاء في الدار البيضاء، أن المدن تعرف تدفقات سنوية كبيرة من العمالة من المناطق الريفية، حيث أفرغت بعض القرى تمامًا من الشباب، ويتراوح هذا العدد بين 150 و200 ألف شخص سنويًا.
وأضاف أن هذه التدفقات كانت أقل في العام الماضي، لكن المشكلة باتت هيكلية. تاريخيًا، لم يكن عدد النازحين يتجاوز 30 إلى 50 ألف شخص سنويًا. ويرجع ارتفاع هذه الأعداد إلى توالي سنوات الجفاف وتدهور الثروة الحيوانية الوطنية، مما أثر على قدرة المناطق الريفية على خلق وظائف بشكل مستدام.
وأشار السكوري إلى أن البطالة تتجلى في ثلاث حقائق رئيسية. إلى جانب تدفقات الأيدي العاملة الريفية، كان هناك قطاعا البناء والتجارة اللذان كانا يستوعبان النازحين غير المؤهلين للقطاع الصناعي.
وتعرض قطاع البناء والأسواق العامة لإحدى أسوأ الأزمات في العامين الماضيين بسبب التضخم العالمي والاضطرابات الجيوسياسية، بالإضافة إلى بعض المشاكل الداخلية الخاصة بهم. بالمقابل، واجه القطاع التجاري تحديات جراء تدهور الأداء الزراعي الذي يؤثر بشكل كبير على الأنشطة التجارية.
إقرأ ايضاً
وتحدث الوزير عن أداء هذين القطاعين الذي كان يومًا ما قادرًا على استيعاب 100 إلى 150 ألف عامل، حيث خسر قطاع البناء بين 25 و30 ألف فرصة عمل، وخسر قطاع التجارة 60 ألف وظيفة. ومع ذلك، فإن فرص العمل ذات الرواتب الثابتة شهدت زيادة كبيرة، مما يشير إلى دور القطاع المنظم في التخفيف من الأزمة.
كما كشف السكوري عن فقدان 500 ألف وظيفة ضمن نطاق “التوظيف الذاتي”، وهو رقم كبير لم يُفهم بالكامل بعد. بالرغم من الجهود المبذولة لتفسير هذا الرقم من خلال الاستعانة بخبراء عالميين، إلا أن التفسيرات تشمل تأثير التوظيف الذاتي والشركات الصغيرة والمتوسطة والإجراءات الاجتماعية المختلفة.
أوضح السكوري أن المساعدات الاجتماعية والتغطية الاجتماعية الشاملة دفعت بعض الأفراد الذين كانوا يُعلنون عن دخلهم غير الرسمي إلى التصريح بعدم توفرهم عليه حاليًا، خوفًا من فقدان الدعم الاجتماعي.
