المغرب يوجه ضربة السنة للجزائر؟

في خطوة غير اعتيادية، وقع المغرب اتفاقًا تاريخيًا مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، وهو تطور سيغير مشهد النقل الجوي الرياضي في إفريقيا، ويضع الجزائر في موقف معقد، خاصة أن عليها الآن النظر في فتح أجوائها أمام طائرات الخطوط الملكية المغربية “لارام”. بموجب هذا الاتفاق، أصبحت “لارام” الناقل الرسمي والحصري لكل البطولات التي ينظمها “الكاف”.

هذا الاتفاق الذي تم توقيعه في العاصمة المغربية الرباط، بحضور شخصيات بارزة مثل فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وباتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي، وحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، يُعتبر تثمينًا لدور المغرب المتنامي في المجال الكروي الإفريقي، وتجسيدًا للرؤية الملكية في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، خاصة في مجالي الرياضة والتنقل داخل القارة.

بموجب الاتفاق، ستتكفل “لارام” بنقل المنتخبات والوفود المشاركة والجماهير الإفريقية خلال كل الفعاليات التي يشرف عليها “الكاف”، وأبرزها كأس أمم إفريقيا المقرر عقده في المغرب عام 2025، وكأس إفريقيا للسيدات المزمع تنظيمها في يوليو من نفس العام. هذه المسؤولية الجسيمة تعكس الثقة الكبيرة التي يوليها الاتحاد للمغرب في قدراته التنظيمية واللوجستية.

يعتبر هذا الوضع الجديد تحدياً للجزائر، التي لا تزال تغلق أجواءها أمام الطيران المغربي بعد اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. الآن، تجد الجزائر نفسها أمام خيارين: إما الالتزام بشروط الاتفاق والسماح لطائرات “لارام” بالعبور، أو مواجهة تبعات قد تصل إلى حد الإقصاء من البطولات الإفريقية.

باتريس موتسيبي لم يخف حماسه خلال حفل التوقيع، واعتبر الاتفاق لحظة تاريخية لكرة القدم الإفريقية وخطوة استراتيجية نحو تحسين ربط الدول الأعضاء الـ54، وتسهيل حركة اللاعبين والمشجعين بما سيحول الفعاليات القارية إلى مهرجانات جماهيرية.

إقرأ ايضاً

لم يقتصر المغرب على التوقيع فقط؛ فقد أعلنت “لارام” على الفور عن خطة توسعية طموحة لزيادة أسطولها وإعادة هيكلة شبكة رحلاتها نحو القارة الإفريقية بتوفير عروض مخفضة ومباشرة لتسهيل حضور الجماهير.

في سياق متصل، صرح حميد عدو بأن التحالف مع “الكاف” ليس مجرد صفقة تجارية بل هو جزء من مشروع أوسع تقوده المملكة لتعزيز التكامل القاري ودعم الحركة بين الشعوب. تسعى الشركة جاهدة لتوفير سفر مريح وآمن لعشاق كرة القدم الإفريقية، مدعمة صورة المغرب كقيادة ريادية في إفريقيا.

أما الجزائر، فهي أمام تحدٍ حقيقي يختبر رغبتها في تبني منطق الرياضة والانخراط في المسار الإفريقي الموحد أو الاستمرار في سياسة العزلة. فإن سياسة تحويل المجال الجوي إلى ساحة للصراعات السياسية تجعل الرياضة الخاسر الأكبر ما لم يسد صوت الحكمة.

هذا الاتفاق المغربي الإفريقي لا يمثل تحولًا في النقل الرياضي فحسب، بل هو رسالة واضحة على استمرارية المغرب في تعزيز موقعه داخل قارة إفريقيا من خلال الأفعال والمبادرات الملموسة. وقد أكد باتريس موتسيبي أن كرة القدم لها القدرة على تجاوز الحدود وبناء الجسور حتى في أصعب الأوقات.