الناظور يتحول إلى “سوق فوضوي” ضخم.. واحتلال الأرصفة يتم بغطاء واهٍ اسمه “جيل Z”!

أريفينو.نت/خاص
لم يعد الرصيف في مدينة الناظور مساحة آمنة للمشاة، بل تحول إلى شاهد فاضح على فوضى عارمة في تدبير الملك العمومي، حيث تختلط التجارة العشوائية بالاحتلال الممنهج، وتغيب أي رؤية حضرية خلف شعارات اجتماعية زائفة، كان آخرها، بحسب متتبعين، تبرير هذا الاحتلال باسم “جيل Z” وحق الشباب في البحث عن لقمة العيش.
المدينة التي حلم أهلها بأن تكون واجهة متوسطية منظمة، أصبحت اليوم مسرحاً مفتوحاً للفوضى؛ بائع بطيخ يفترش سلعته على الرصيف، مقاهٍ تلتهم طاولاتها وكراسيها مساحة المشاة، وعربات شواء تملأ الأجواء بالدخان، بينما المواطن يكافح لإيجاد ممر آمن للمشي.
سياسة “السكوت المبرر”.. والفوضى تتمدد
منذ شهور، تتعالى أصوات وشكايات الساكنة من تفاقم هذه الظاهرة، دون أن تجد آذاناً صاغية أو إجراءات حازمة من السلطات المحلية. بل يذهب منتقدون إلى اتهام سلطات الإقليم، بتبني سياسة “السكوت المبرر” عن هذا الوضع، واعتبار ما يحدث مجرد “تعبير عن دينامية شبابية لجيل Z”، وهو ما يراه المواطنون تشريعاً غير مباشر للفوضى.
فبينما تتخذ سلطات في مدن أخرى إجراءات صارمة ضد الباعة العشوائيين، تغرق الناظور في فوضى منظمة؛ المقاهي تتوسع حتى قارعة الطريق، والأسواق العشوائية تنبت كالفطر في قلب الأحياء السكنية.
“جيل Z”.. هل أصبح شماعة لتبرير العبث؟
لا أحد ينكر أن الأزمة الاقتصادية تدفع الشباب إلى التجارة غير المهيكلة، لكن تحويل فضاءات المدينة إلى أسواق مفتوحة دون أي تنظيم هو بمثابة إعدام ممنهج لحق المواطنين في مدينة نظيفة ومنظمة وآمنة.
وكما قال أحد النشطاء المحليين: “عندما يبرر عامل الإقليم الفوضى باسم جيل Z، فهو يسيء لهذا الجيل قبل أن يدافع عنه. شبابنا يريد فرصاً حقيقية، لا أعذاراً لتكريس الفوضى”.
خلف الصورة البراقة لمدينة متوسطية، يخفي الناظور واقعاً عمرانياً متدهوراً، حيث يغيب منطق الحكامة والعدالة في استغلال الفضاء العام، الذي تحول من حق جماعي إلى غنيمة يتقاسمها أصحاب المصالح، لتبتلع الفوضى الرصيف والساكنة معاً.










