بقلم الاستاذ جمال الغازي
يُعد الصديق العزيز امحمد امحور من الأسماء اللامعة في الساحة الأدبية والنقدية المغربية، حيث كرّس حياته للدراسات الأدبية وتدريس اللغة العربية، إلى جانب مشاركاته المتنوعة في المؤتمرات العلمية والندوات التربوية، وترك بصمة واضحة في مجالي البحث الأكاديمي والنشاط الثقافي.
بدأ الدكتور امحمد مشواره الأكاديمي بحصوله على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1995. ثم واصل دراسته العليا بحصوله على شهادة استكمال الدروس في النقد الأدبي ومناهجه عام 1997، ليبدأ رحلة الدكتوراه بتسجيله في دبلوم الدراسات العليا في الأدب القديم عام 1998، والذي تحول لاحقا إلى برنامج الدكتوراه في وحدة البحث المتخصصة في “النص العربي القديم والمناهج النقدية المعاصرة”، ونال الدرجة من نفس الجامعة سنة 2006.
في العام نفسه، حصل على شهادة التبريز في اللغة العربية من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط.
إلى جانب عمله الأكاديمي، عمل سي امحمد امحور أستاذا عرضيا في الكلية المتعددة التخصصات بالناظور بين عامي 2013 و2015، حيث درّس مجزوءة الثقافة العربية ضمن شعبة الدراسات الإسبانية. كما كان له حضور بارز في المؤتمرات الدولية، ومن مشاركاته ندوة كلية علوم التربية بالرباط حول “ديداكتيك التعدد اللغوي” سنة 2012، حيث قدّم مداخلة عن “التعدد اللغوي بين التجديد الديداكتيكي ومجتمع المعرفة.
” كما شارك في ندوة حول “النسق الفلسفي في كتاب الكوميديا السوداء” للكاتب لحسن قناني سنة 2013 بوجدة، وكان حضوره ملموسا في الندوات الثقافية داخل وخارج المغرب، مثل محاضرته في المركز الثقافي ببلجيكا سنة 2018 حول كتاب “العرب وتاريخ الأدب” للمؤلف أحمد بوحسن، ومشاركته عن بُعد في مؤتمر أكاديمية ريمار بإسطنبول سنة 2021 حول “فعل المثاقفة في النقد العربي الحديث
“في مجال التأطير التربوي، ساهم سي امحمد في تنظيم وإدارة العديد من الندوات والأنشطة التكوينية لفائدة الأساتذة وطلبة التعليم العالي، وكان من أبرزها اليوم التكويني لفائدة أساتذة التعليم الثانوي بالناظور حول “ديداكتيك المواد وتقويم التعلمات” عام 2010. كما أشرف على تأطير الأندية التربوية بثانوية الفيض التأهيلية في موسم 2012-2013، وقدم ندوة “سوسيولوجيا المدرسة” بتنسيق مع مؤسسات تعليمية عدة. وقدّم أيضًا ندوة “أثر السلوك المدني على التحصيل الدراسي” بثانوية الكندي التأهيلية في الدريوش عام 2018.
. نشر سي امحمد امحور مجموعة من المؤلفات التي أثرت المكتبة الأدبية العربية، من بينها كتاب “بناء القصيدة العربية” الصادر عن مكتبة الطالب بوجدة سنة 2011، و”بلاغة الخطاب عند أبي حيان التوحيدي” الذي نشره دار القرويين للنشر والتوزيع عام 2019. كما شارك في تأليف كتب جماعية مثل “تجربة مسرح الكوميديا السوداء” سنة 2013، و”السرد الوامض” عام 2018. كتب سي امحمد العديد من المقالات البحثية في المجلات الأدبية المرموقة، تناول فيها مواضيع متنوعة، مثل “بلاغة الكلام والإفهام عند أبي حيان التوحيدي” التي نُشرت في مجلة “قوافل” عام 2018، و”الذات المنتجة للخطاب السردي” التي ظهرت في مجلة “الجوبة” عام 2020، إضافةً إلى مقالاته عن الشعر والسرد في عدة مجلات عربية أخرى.
للأستاذ امحمد دور بارز في تنشيط الحياة الثقافية بالمغرب، حيث شارك في ندوات عن بُعد حول “النموذج التربوي المنشود بعد جائحة كوفيد-19″، وتأطير ندوة حول أزمة القراءة ضمن فعاليات مبادرة “بالقراءة نرتقي”.
إقرأ ايضاً
كما قدّم محاضرات تثقيفية، مثل ندوته “أشكال التعبير الرقمي” في مكتبة المركب الثقافي بالناظور.
■انطباعات رفيق دربه الدكتور عيسى داودي يصف صديقنا عيسى داودي سي امحمد امحور بأنه “أحد الأسماء اللامعة التي راكمت تجربة واسعة في المسارين الثقافي والتربوي”.
ويرى أن هذا التراكم لم يأت من فراغ، بل من عطاء متصل وحركة دؤوبة أثرت إقليم الناظور وخارجه.
يؤكد سي داودي أن نشاطات استاذ امحمد وحضوره الفاعل في المحافل الثقافية والعلمية تجعله شخصية وازنة يستحق أن يُحتذى بها
على الصعيد الإنساني والاجتماعي، يصف داودي الدكتور امحمد بأنه إنسان ودود ومبادر، له علاقات واسعة مبنية على التقدير والاحترام، ويحظى بمحبة وتقدير الجميع بفضل أخلاقه الرفيعة ومبادئه السامية وتصوره السليم للأمور.
ويضيف داودي أن من يعرف الدكتور امحمد عن قرب يلاحظ فيه الذكاء والنباهة، ممزوجين بالصدق والوفاء، مما يعكس أصالة معدنه وحسن سريرته. وفيما يتعلق بالجانب التربوي، يشير داودي إلى أن مسيرة الدكتور امحمد الطويلة في التدريس والتأطير جعلته مطلعا على هموم وتحديات قطاع التعليم، ومكّنته من التدخل الناجح في عدة مناسبات لصالح هذا القطاع ولصالح الطلاب.
لم يبخل الدكتور امحمد بتقديم النصح والمساعدة لكل من طلبها من الإداريين والمعلمين والمتمدرسين، وكان دائم السعي نحو تحسين مستوى التعليم وإعداد أجيال مؤهلة. في الاخير اقول: تتسم مسيرة امحمد امحور بالعطاء المستمر في المجالين الأكاديمي والثقافي، فهو شخصية تنبض بالحيوية والنشاط، وتسهم بجدية في مختلف المحافل العلمية والثقافية داخل الوطن وخارجه.
بفضل جهوده في التدريس، البحث، والتأطير، إلى جانب محاضراته الهادفة وإصداراته المتنوعة، أصبح سي امحمد نموذجا في العطاء والالتزام، ومحل احترام وتقدير كل من يعرفه او التقى به.