يواصل المغرب تعزيز جهوده لمواجهة تهديد أسراب الجراد الصحراوي القادمة من الشرق والجنوب، والتي تشكل خطرًا مباشرًا على المحاصيل الزراعية والمراعي. وفي إطار هذه الخطوات الاستباقية، أعلنت السلطات عن إطلاق أسطول من الطائرات المتخصصة لتنفيذ عمليات رش جوي للمبيدات الحشرية على الحدود المغربية الجزائرية. الهدف من هذه الإجراءات هو الحد من انتشار الجراد قبل وصوله إلى الأراضي الفلاحية، حفاظًا على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني.
من جانبه، أشار المحلل الاقتصادي سفيان بودرة إلى أن المغرب يواجه تحديًا اقتصاديًا جديدًا مع احتمالية تأثر القطاع الفلاحي بشكل كبير بسبب أسراب الجراد. وأوضح أن هذا التأثير قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، مما سيسبب زيادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية ويعزز معدلات التضخم الغذائي.
وأضاف بودرة خلال تصريحاته لوسائل الإعلام أن القطاع الفلاحي يعتبر جزءًا رئيسيًا من الاقتصاد المغربي، حيث يعتمد عليه العديد من الأسر في معيشتها اليومية. وأكد أن أي تراجع في الإنتاج الزراعي سيؤدي إلى تقليص المعروض في الأسواق، وبالتالي ارتفاع الأسعار، وهو ما سيؤثر بالأخص على الأسر ذات الدخل المحدود التي تنفق نسبة كبيرة من دخلها على الغذاء.
إقرأ ايضاً
وفي ضوء هذه التحديات، أوضح المحلل أن ارتفاع الأسعار قد يفاقم من صعوبة الحياة اليومية للمواطنين، خاصة مع تزايد التكاليف المعيشية. وأشار إلى أن مثل هذه الأوضاع قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واجتماعية بسبب انخفاض القدرة الشرائية للأفراد، مما يدفع البعض لتقليل استهلاكهم أو التوجه نحو منتجات أقل جودة.
على أثر ذلك، دعا بودرة الحكومة المغربية إلى اتخاذ إجراءات استباقية شاملة للحد من آثار الجراد، تتضمن تكثيف المراقبة والرصد المبكر، وتعزيز المخزون الوطني من المواد الأساسية، فضلاً عن تقديم الدعم اللازم للفلاحين المتضررين. كما شدد على أهمية ضبط الأسواق ومكافحة الممارسات الاحتكارية لضمان استقرار الأسعار وحماية القوة الشرائية للمواطنين.
