أحدث قرار المغرب تعليق شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى هذا العام، الذي تم الإعلان عنه في فبراير الماضي، ارتباكًا كبيرًا في قطاع تربية الأغنام في إقليم قرطبة الإسباني. يعتبر هذا الإقليم من المصادر التقليدية الرئيسية لتزويد السوق المغربية بهذا النوع من الماشية خلال الموسم الديني.
رغم أن قطاع الأغذية الإسباني كان يعاني بالفعل من تبعات الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب بواقع 20%، إلا أن الخطوة المغربية أضافت تأثيرًا مضاعفًا، إذ تركت آلاف الطلبات غير منفذة، مما نتج عنه فائض كبير في المعروض المحلي وهبوط حاد في الأسعار وسط ضبابية حول توقيت تعافي القطاع.
وفقًا لبيانات وزارة الفلاحة والصيد والتنمية الريفية الإسبانية، بلغ عدد رؤوس الأغنام المخصصة لإنتاج اللحوم في قرطبة حوالي 127 ألف رأس بنهاية 2024، لتتصدر بذلك أقاليم الأندلس بنسبة تمثل 32% من إجمالي الإنتاج الجهوي.
أكد أنطونيو أريفالو، رئيس تعاونية ديهيساس كوردوبيساس، أن القرار المغربي كان له تأثير كبير عليهم، مشيرًا إلى أن التعاونية كانت تستعد لتصدير عدد كبير من الأغنام الكبرى إلى المغرب. وقد قدر أريفالو عدد رؤوس الأغنام التي لم تُصدر على الصعيد الوطني بما بين 300 ألف و400 ألف رأس، بينما تكبدت التعاونية التي يمثلها خسائر تجاوزت 10 آلاف رأس.
أدى هذا الوضع إلى تراجع ملموس في أسعار الأغنام، حيث انخفض سعر الكيلوغرام للأغنام الحية (بوزن 23 كلغ) إلى 110 يورو فقط، أي أقل بـ15 يورو عن سعره في بداية السنة، ما يعادل انخفاضًا بنسبة 12%. وجاء هذا التراجع بعد وصول الأسعار إلى قمتها في ديسمبر الماضي عند 130 يورو.
بدوره، أكد فيليبي مولينا، مدير تعاونية لاس ألبايداس، على أهمية تنويع الأسواق لتجنب الاعتماد على وجهة واحدة مثل المغرب، داعيًا إلى تعزيز صادرات اللحوم المذبوحة بدلاً من تصدير الحيوانات الحية.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد حث المغاربة في فبراير الماضي على عدم أداء شعيرة الأضحية هذا العام، نظرًا للتحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه البلاد، والتي أسفرت عن انخفاض كبير في أعداد الماشية.
وذكر جلالة الملك في رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن ممارسة هذه الشعيرة في ظل الظروف الحالية ستضر بفئات واسعة من أبناء الشعب، خصوصًا ذوي الدخل المحدود.
