قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، “من المؤكد أن تفشي حالات الحصبة مؤخرا في بلادنا مرتبط بانخفاض التلقيح في المناطق المعنية وتراخي المراقبة الوبائية لأمراض الأطفال، كما أكدته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وأضاف الدكتور حمضي، أننا بحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك الأمر بجميع المناطق. مؤكدا ان الحصبة مرض فيروسي خطير ومضاعفاته خطيرة، وينتقل هذا الفيروس بسرعة.
وأوضح الدكتور حمضي، أن الحصبة مرض شديد العدوى، ينتقل حينما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة بالفيروس. والحصبة مرض شديد العدوى، يمكن لطفل مريض واحد أن يصيب 16 إلى 20 آخرين. ويمكن للطفل المصاب أو البالغ المصاب أن يصيب تسعة من كل عشرة مخالطين مقربين غير ملقحين.
وعن المرض والأعرض:
يقول الدكتور حمضي، إن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم، ويسبب الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم. ولعل المضاعفات الخطيرة ممكنة: كالموت، أو الإعاقات مدى الحياة: مشاكل التنفس الشديدة، التهاب الدماغ، العمى، الجفاف وغيرها من المضاعفات.
ويبقى التلقيح هو الحل:
جرعة واحدة في عمر 9 أشهر وجرعة ثانية بعد بضعة أشهر.
التطعيم آمن وفعال وهو أفضل طريقة لتجنب عدوى الحصبة والمرض والاوبئة.
ينقذ اللقاح أرواح 5 أشخاص كل دقيقة حول العالم.
إقرأ ايضاً
لكن لماذا تظهر بعض البؤر أو الاوبئة أحيانا؟، يقول حمضي بانه اوبئة الحصبة تنطلق عندما يصاب الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم ضد الحصبة وينقلونه إلى الاشخاص الغير الملقحين تماما أو غير الملقحين بشكل كاف في مجموعات بشرية تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة غير كافية أقل من 95٪.
وتحدث الأوبئة عندما يتوقف التلقيح في البلدان أو المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات التي تؤثر على الخدمات الصحية الأساسية وتعرقل عمليات التلقيح. كما أن الاكتظاظ بسبب هذه الأحداث ونقص النظافة يعرض لازدياد وتكاثر حالات.
لكن من يمكن أن يصاب بالمرض؟، يقول الدكتور حمضي، إن أي شخص، طفل أو بالغ، غير ملقح تماما أو بشكل غير كامل (لم يتلق أي جرعة واحدة من اللقاح أو جرعة واحدة بدون جرعة معززة) يمكن ان يصاب.
وعن الفئات المعرضة لخطر الإصابة بمرض شديد هي: الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة.
الوقاية: التلقيح أولا وثانيا وثالثا، تدابير النظافة والتدابير.
في المغرب، تصل معدلات التلقيح ضد الأمراض المستهدفة لدى الأطفال إلى أكثر من 95٪. والمغرب من بين البلدان ذات التصنيف الجيد في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، نظم المغرب في عام 2013 حملة وطنية للتلقيح الاستدراكي ضد الحصبة والحصبة الألمانية مع تطعيم 10 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و19 عاما: في المراكز الصحية والمدارس.
وكان الهدف على وجه التحديد هو الحفاظ على هذا المستوى العالي من الحماية والتلقيح الكامل. وخلص حمضي انه من المؤكد أن تفشي حالات الحصبة مؤخرا مرتبط بانخفاض التلقيح في المناطق المعنية،. هذا هو التفسير رقم واحد، و الآن، نحن بحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك الأمر بهذه المناطق وتحديد وتشخيص مستوى التلقيح في باقي المناطق التي قد تكون في نفس الوضع للتعامل معها.
