كشف تحقيق صحفي عن الانتشار الواسع لظاهرة تركيب وبيع العطور الرخيصة بشكل عشوائي في المغرب،
مما يطرح تساؤلات جدية حول جودتها والمخاطر الصحية المحتملة على المستهلكين،
خاصة في ظل غياب رقابة فعالة على هذا القطاع.
يشير التحقيق إلى أن الإقبال الكبير على هذه العطور، التي تباع بأسعار زهيدة (قد لا تتجاوز 20 درهماً) في الأسواق الشعبية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، يأتي كبديل للعطور الأصلية باهظة الثمن.
وقد أدى ذلك إلى ظهور العديد من “العلامات التجارية” المحلية المتخصصة في تركيب عطور تشبه الماركات العالمية، بعضها يعمل في مختبرات معلنة، والبعض الآخر يعمل بشكل سري وغير قانوني (“النوار”) بمكونات مجهولة المصدر.
وينبه التحقيق إلى أن عملية تركيب العطور، التي تعتمد أساساً على الزيوت العطرية والكحول، يمكن أن تتم بسهولة حتى في المنازل، مما يفتح الباب أمام الغش واستخدام مواد قد تكون خطرة. ومن بين أساليب الغش الشائعة تخفيف الزيوت العطرية بزيوت نباتية رخيصة، أو مزج زيوت عالية الجودة بأخرى رديئة، أو استخدام مواد كيماوية خطرة كمثبتات للعطور لزيادة هامش الربح، دون مراعاة للمعايير الصحية.
قد حذرت دراسات وخبراء، منهم أطباء جلد، من أن استخدام هذه العطور المركبة عشوائياً ومجهولة المصدر يمكن أن يسبب مشاكل صحية عديدة، تبدأ بالحساسية الجلدية واسمرار البشرة وقد تتطور إلى إكزيما، ومشاكل في الجهاز التنفسي كالربو، واضطرابات عصبية، وصولاً إلى خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل بسبب استنشاق أو ملامسة مواد كيماوية ضارة.
دعت هيئات صحية وحقوقية المستهلكين إلى تجنب شراء العطور ومستحضرات التجميل مجهولة المصدر والتأكد من سلامتها، مطالبة الجهات المسؤولة بتعزيز آليات المراقبة ومنع الاتجار غير المرخص في هذه المنتجات، مع التأكيد على أن القوانين تمنع تقليد وتزوير المنتجات، بينما تشجع الابتكار شرط احترام المعايير والمواصفات لضمان سلامة المستهلك.
