بالتزامن مع استعداد المغاربة لإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان والاحتفال بعيد الفطر، يعرف الإقبال على الدجاج ارتفاعا كبيرا وغير عادي؛ وهو ما يثير، وعلى غرار كل مناسبة يرتفع فيها الاستهلاك، مخاوف المواطنين من ارتفاع الأسعار في الأسواق الوطنية.
وأكد مهنيون أن سعر الدجاج بالضيعات الفلاحية لا يتجاوز 15 درهما للكيلوغرام الواحد، مسجلين أن هذا السعر سيظل مستقرا طيلة الأيام المقبلة على أن يصل إلى المواطنين بما لا يتجاوز 22 درهما، على الرغم من ارتفاع كلفة الإنتاج بسبب استمرار ارتفاع ثمن الأعلاف.
في هذا الإطار، قال مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، إن “الدجاج يباع في الضيعات في الوقت الحالي بحوالي 15 درهما للكيلوغرام، ومن المتوقع أن يستقر على هذا السعر طيلة الأيام المقبلة تزامنا مع استعداد المواطنين لإحياء ليلة القدر وعيد الفطر، حيث يزيد الإقبال على استهلاك هذا المنتج”، مشيرا إلى أن “المنتجين يتحمّلون كلفة أكثر من هذا السعر بسبب استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة، على الرغم انخفاضها في العديد من الدول قياسا لما كان عليه الأمر عند بداية الحرب في أوكرانيا باستثناء المغرب”.
وأضاف الفاعل المهني ذاته، أن “أسعار الأعلاف التي تصنع من الذرة والصوجا عرفت في بعض الدول المُجاورة تراجعا ما بين 30 و35 في المائة؛ بينما لم تتجاوز هذه النسبة بالنسبة للمملكة حوالي 18 في المائة”، مشيرا إلى أن “أصحاب الضيعات هم من يتحمل الفرق ما بين تكلفة الإنتاج وتكلفة البيع نتيجة لذلك؛ في حين كان من المفترض أن لا يتجاوز ثمن البيع في الضيعة 12 درهما للكيلوغرام”.
ولفت رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن إلى أن “جشع مصانع الأعلاف”، بتعبيره، هو ما “يقلص من هامش الربح بالنسبة للمنتجين ويؤثر على أسعار هذا الدجاج في السوق الوطنية”، مشيرا إلى أن “85 في المائة من الدجاج في المغرب يباع مباشرة من الضيعات إلى المحلات عن طريق الموزعين دون تدخل الوسطاء أو المضاربين؛ وبالتالي فإن ما يتحكم في السعر هو كلفة وظروف الإنتاج بالدرجة الأولى”.
في السياق ذاته، أكد يوسف العلوي، رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، أن “أسعار بيع الدجاج في الضيعات عرف تراجعا خلال الأيام الماضية بحوالي درهمين للكيلوغرام ليصل إلى حوالي 15 درهما ليصل إلى المستهلك بحوالي 22 درهما للكيلوغرام، والشيء ذاته بالنسبة لأسعار للبيض التي سجلت هي الأخرى انخفاضا في الآونة الأخيرة بحوالي 15 سنتيما”.
ولفت العلوي، إلى أن “الأسواق الوطنية ستشهد وفرة في المعروض بالتزامن مع عيد الفطر، حيث إن المغرب يحقق اكتفاء ذاتيا تاما بالنسبة لإنتاج الدجاج ولا يعتمد أبدا على الاستيراد؛ بل إنه أصبح يُصدر الكتاكيت إلى بعض الدول الخليجية، كالإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، وكذا بعض الدول في إفريقيا على غرار مالي وساحل العاج والسنغال”.
وارتباطا بأسعار الأعلاف المركبة، أوضح الفاعل المهني ذاته أن “ما يقدر بحوالي 95 في المائة من الذرة والصوجا التي تدخل في إنتاج الأعلاف تأتي من الخارج، وليس هناك أي إنتاج لهذه المواد على المستوى المحلي. كما أن أسعارها مرتبطة بتقلبات السوق العالمي”، مشيرا إلى أن “الكساب غير ملزم بالتعامل مع مصنع أعلاف بعينه، إذ يوجد حوالي 48 مصنعا حاليا في المغرب في إطار التنافسية التي تنعكس أيضا على الثمن”.