تطور كبير لهذه الصناعة الغريبة في الناظور؟

18 أبريل 2025آخر تحديث :
تطور كبير لهذه الصناعة الغريبة في الناظور؟


بحيرة مارتشيكا في إقليم الناظور تشهد طفرة رائدة بتجربة جديدة في استزراع الطحالب البحرية، وخاصة النوع الأحمر منها. هذا المشروع البيئي يسعى بخطوات ثابتة نحو استغلال الموارد البحرية بطرق مستدامة ومبتكرة.

تمثل هذه المبادرة الأولى من نوعها في قارة إفريقيا، وتقودها تعاونية “مارشيكا” للصيد البحري التقليدي. تجسد التجربة الجديدة توجهًا نحو تنويع الاقتصاد البحري والاعتماد على الإمكانيات البيئية التي تزخر بها المنطقة، لتحويلها إلى مصدر للدخل يدعم التنمية المحلية.

يزدهر مجال زراعة الطحالب البحرية كمجال واعد، نظراً لقيمتها الاقتصادية العالية. تُستخدم الطحالب في صناعات متعددة، منها الصناعية والطبية والغذائية، وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي. إذ بفضل خصائصها الفريدة، توفر هذه الأنشطة مواد أولية تستخدم في مستحضرات التجميل والصناعات الدوائية.

عملية استزراع الطحالب تتم عبر مراحل دقيقة، تبدأ باختيار البذور الملائمة التي تُثبَّت في شباك خاصة داخل المياه. هذا يسمح بنموها في بيئة طبيعية دون تدخلات صناعية. وبعد عدة أسابيع، تُجمع الطحالب يدويًا للاحتفاظ بجودتها، ثم تُغسل وتُجفف وفق مواصفات دقيقة للحفاظ على خصائصها الطبيعية.

فتح المشروع أبوابه للجميع وليس فقط للصيادين؛ رحّب بالنساء للمساهمة في مراحل الإنتاج المختلفة. جعل هذا من التعاونية نموذجًا يحتذى به في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز دور الاقتصاد التضامني لدعم التنمية المحلية.

إذ يشهد المشروع خطوات ثابتة منذ انطلاقه قبل سنوات، بفضل جهود القائمين عليه ليرسخ مكانته كنموذج تنموي مبتكر. يهدفون لتوسيع مساحاته وتحسين تقنيات الإنتاج، مما يزيد من قدرته التنافسية على الصعيدين الوطني والدولي.

في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ذكر ميمون بوحسين، رئيس تعاونية “مارشيكا”، أن هذا المشروع هو تجربة بارزة شكّلت نموذجًا جديدًا للعمل البحري للمحترفين المحليين. ووضّح أن التعاونية تأسست عام 2013 بمشاركة 74 بحاراً، بالتنسيق معهم وتكوينهم لضمان نجاح المشروع.

في عام 2015، خاضت التعاونية أول تجربة استزراع على مساحة 1.5 هكتار باستخدام 550 شبكة مسطحة، قادت لإنتاج ما بين 30 و62 كيلوغرامًا من الطحالب لكل شبكة. عكف المشروع على توسيع نشاطه في المرحلة الثانية ليشمل 4.5 هكتار وأنتج 23 طناً من الطحالب. أما المرحلة الثالثة فقد استغلت 11 هكتارًا وأنتجت 57 طناً.

إقرأ ايضاً

رغم التحديات المناخية وندرة الأمطار بالمنطقة مؤخرًا، حافظ المشروع على إنتاج جيد بلغ 30 طناً من الطحالب العام الماضي، والتي تُرسل للوحدات الصناعية بالقنيطرة لتحويلها إلى مواد أولية تستخدم في صناعات متعددة. تتمتع الطحالب بجودة عالية مما يجعلها مادة اقتصادية مهمة تُستخدم في إنتاج مستحضرات التجميل والحلوى ومعجون الأسنان وبعض العلاجات الطبية.

تعاونت التعاونية مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات لبناء وحدة لتخزين وتثمين إنتاجها من الطحالب، وتم تعزيز أدوات عملها بالتعاون مع جهات عدة مما يضمن زيادة عدد المستفيدين وتحسين دخلهم.

أشار جواد فرتيتشو، العضو بالتعاونية، إلى أن مشروع مزرعة الطحالب لم يكن مجرد تجربة زراعية بل أصبح فرصة اقتصادية للشباب والصيادين الذين وجدوا فيه مصدر دخل مستقر وسط تراجع أنشطة الصيد التقليدية.

ساهم المشروع بشكل كبير في حياة الشباب بالمنطقة وشجعهم على الانخراط في مجال تربية الأحياء المائية نظرًا لآفاقه الواعدة وإمكاناته التنموية. يوفر المشروع مصدر دخل قيم ويعتبر مستقبلًا واعدًا لأصحاب العمل فيه.

تثبت تجربة تعاونية “مارشيكا” أن زراعة الطحالب ليست مجرد نشاط اقتصادي بل رؤية مستقبلية تحمل إمكانات كبيرة للتوسع والنمو العالمي المتزايد على المنتجات الطبيعية مما يعزز موقف المغرب في مجال تربية الأحياء المائية.

إلى جانب الفائدة الاقتصادية، يلعب المشروع دورًا هامًا في الحفاظ على النظام البيئي لبحيرة مارتشيكا من خلال تحسين جودة المياه وتعزيز التوازن البيولوج

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق