تعذيب المرضى بعد الموت في المغرب؟

18 سبتمبر 2024آخر تحديث :
تعذيب المرضى بعد الموت في المغرب؟

ارسلها
في الوقت الذي يسارع فيه أهل الميت لإكرام فقيدهم عبر دفنه، يجدون في طريقهم إجراءات إدارية طويلة لاستكمال الوثائق الخاصة بنقل الجثة للدفن خارج المدينة، ما يشكل “عذابا” إضافية لعائلات الموتى المكلومة أصلا جراء مصيبة الموت.

باعتبار أن مدينة أكادير تشكل عاصمة جهة سوس ماسة، وتضم المستشفى الجهوي الحسن الثاني الذي يعتبر أكبر مستشفى عمومي بالجنوبي المغربي، إلى جانب مصحات خاصة كثيرة تستقبل المواطنين من مختلف مناطق المغرب، فإن عدد الوفيات يوميا مرتفع، ما يدفع أهل الميت إلى نقله للدفن في مدينته أو قريته.

ومن أجل تسلم الجثة ونقلها للدفن خارج مدينة أكادير يفرض على المواطنين القيام ببعض الإجراءات التي تبقى عادية ويتم العمل بها في مختلف مناطق المغرب، من قبيل تسلم محضر الشرطة ووثيقة من مكتب الضبط بالجماعة وأخرى من مكتب تابع للعمالة من أجل نقل الجثة خارج المجال الترابي للمدينة، إلا أن تدابير إدارية معقدة بأكادير تجعل منها “جحيما يعذب” المواطنين.

عكس مدن مغربية مثل مراكش والرباط، التي تعتمد ما يطق عليه “الشباك الوحيد” الذي يتم اعتماده داخل المستشفى ويضم موظفين من هذه المؤسسات الثلاث، يقصدها أهل الميت لاستكمال إجراءات تسلم الجثة ودفنها، حيث لا تأخذ هذه المهمة سوى دقائق معدودة لأن المصالح المعنية مجتمعة في مكتب واحد، باستثناء أكادير.

في أكادير يفرض على عائلة الفقيد أن ينتقل بين أربع مؤسسات، المستشفى، مكتب الشرطة، مكتب الضبط بالجماعة ومصالح العمالة فالمكتب الصحي، وبين هذه المؤسسات كيلومترات عدة “يتعذب” فيها المواطنين، بسبب إجراء إداري كان يمكن أن ينهي كل هذه المشاكل بجرة قلم.

مصالح جماعة أكادير كانت قد شرعت في اعتماد الشباك الوحيد الذي يجمع المصالح بمكتب خاصة داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني خلال شهر رمضان الماضي، قبل أن تعدل عن القرار لأسباب مجهولة، لتترك المواطنين عرضة للإستغلال من طرف عدد من الأشخاص الذين يبتزونهم بوثائق لا تحتاج كل هذا العناء.

نائب رئيس جماعة أكادير المكلف بحفظ الصحة الحسين أبودرار، أكد أن “الشباك الوحيد أمر مفروض، وسيتم إحداثه في المستقبل القريب”، مضيفا “شروط تفعيل قسم الوفيات لم تكتمل بعد، وعندما ستنضج الشروط سيتم جمع مختلف المصالح في مكتب قسم الوفيات”.

وأوضح أبودرار أن جماعة أكادير تبحث عن تصور لاعتماد الشباك الوحيد، لكن لوجود تعقيدات تقنية في قسم الوفيات” مردفا “نهار تبدا العملية ميمكنش مزال ترجع لور، حنا كنفكرو فيه حيث الشباك الوحيد أمر فارض راسو”، وفق تعبير المتحدث.

ووفق نائب رئيس جماعة أكادير فإن الشباك الوحيد سيكون خاصا للحالات التي ستدفن خارج المدينة، أما الحالات التي ستدفن في أكادير، وهي الحالات الكثيرة، فلا تحتاج لذلك”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق