تصدر سد “المنصور الذهبي” بإقليم ورزازات السدود المغربية المستفيدة من الأمطار الأخيرة، بحيث احتوى السد، خلال الفترة الممتدة من 23 غشت إلى غاية 21 أكتوبر 2024 على أزيد من 140 مليون متر مكعب، ما أعاد إليه الحياة بعد 6 سنوات عجاف.
ووفقا لمعطيات محينة لتطبيق “الما ديالنا”، التابع لوزارة التجهيز والماء، ارتفعت نسبة ملء سد المنصور الذهبي، بعد التساقطات المطرية والرعدية الأخيرة، بواردات مائية يفوق حجمها 200 مليون متر مكعب. ما أدى إلى ضمان مياه الشرب بالمنطقة للثلاث سنوات المقبلة.
وأضاف المصدر ذاته أنه “إضافة إلى تغذية الفرشة المائية بعد أزيد من ست سنوات متتالية من الجفاف، حيث وخلال السنة الماضية كان حجم الواردات المائية المخزّنة بالسد لا يتجاوز 63 مليون متر مكعب بنسبة ملء 14 في المئة فقط”.
وعانت منطقة ورزازات ونواحيها خلال العام الماضي من أزمة شح المياه الصالحة للشرب، هددت الساكنة بالعطش، بحيث شهدت انقطاعات متتالية ومطولة لمياه الصنابير أو إضعاف صبيبها على مستوى بعض الجماعات الترابية بدون سابق إنذار.
وكان وزير التجهيز والماء، نزار بركة، قد شدد خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين، الثلاثاء الماضي، على أن “الأمطار التي شهدها المغرب في مناطق الجنوب الشرقي كانت استثنائية، ووصلنا لحمولات قياسية لم نشهدها منذ ألف سنة”.
وفي السياق ذاته، كشفت منصة “الما ديالنا”، أن الواردات المائية بسد “مداز” بإقليم صفرو بلغت بدورها 37.23 مليون متر مكعب، إلى حدود 29 أكتوبر 2024، بارتفاع نسبته حوالي 13 مليون متر مكعب خلال 24 ساعة، بحيث لم تكن تتجاوز وارداته قبل يوم واحد، أي بتاريخ 28 أكتوبر 24 مليون متر مكعب.
إقرأ ايضاً
وبدوره، استفاد سد الحسن الداخل بإقليم الرشيدية، من واردات مائية تقدر بـ22.8 مليون متر مكعب خلال يوم واحد، ليصل مجموع وارداته الحالية في المجمل إلى 216 مليون م3، بنسبة ملء تصل إلى 69 في المئة.
وجدير بالذكر أن معدل الواردات المائية التي تم تسجيلها على مستوى سدود الحسن الداخل وقدوسة وتيمقيت باقليم الرشيدية وتودغى بإقليم تنغير كانت قد فاقت 250 مليون متر مكعب منذ بداية التساقطات المطرية في فاتح شتنبر الماضي.
وفي سياق متصل، لفت المصدر ذاته إلى أن أحدث المعطيات الإحصائية تظهر نمو حاجيات الماء الصالح للشرب بالمغرب إلى أزيد من 1.7 مليار متر مكعب سنويا.
وتصدرت مدن الدار البيضاء وطنجة ومراكش المدن المغربية المستهلكة لمياه الشرب، بحيث تتم سنويا تلبية ما يفوق 207 مليون متر مكعب لساكنة العاصمة الاقتصادية، بينما تحتاج ساكنة مدينة طنجة سنويا إلى ما يفوق 71.3 مليون متر مكعب، يتم توفيرها عن طريق السدود المتواجدة بمنطقة حوض اللوكوس.
وفي المرتبة الثالثة حلت مدينة مراكش، نتيجة الإقبال السياحي وتزايد سكانها بشكل غير مسبوق، إذ تحتاج المدينة الحمراء سنويا لما يفوق 70 مليون متر مكعب، يتم توفيرها انطلاقا من سدود منطقة حوض تانسيفت، كما تم توفيرها لمدة سنتين من سد المسيرة بحوض أم الربيع.